موقع متخصص بالشؤون الصينية

#واشنطن ترهق #سيول وتستفز #بكين و #موسكو

0

نشرة الصين بعيون عربية – محمود ريا

ستفعل الصين كل ما هو ممكن لمنع استكمال نشر نظام “ثاد” الأميركي على أراضي كوريا الجنوبية، وإذا فشلت في ذلك فهي ستفعل ما هو ممكن ـ وربما ما هو غير ممكن ـ لمنع هذا النظام من القيام بمهامه التي تضر بالصين بشكل مباشر.
النظام الذي حمل صفة دفاعية، وتزعم واشنطن وسيول أنه يهدف إلى مواجهة صواريخ كوريا الديموقراطية (الشمالية)، هو في واقعه نظام هجومي بكل ما في الكلمة من معنى، لأنه يخترق منظومة الردع الصينية، والروسية، و”يكشف” الأراضي الصينية لمدى يزيد عن ألفي كيلومتر، الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ هجوم على الصين في الوقت الذي تشاء، دون أن يكون بإمكان الترسانة الصينية ـ التقليدية والنووية ـ الرد على هذا الهجوم.
لقد عبّرت بكين بصراحة عن رفضها لنشر هذا النظام، وجاء الرفض من الحكومة، ومعها وسائل الإعلام، وصولاً إلى مكوّنات الشعب المختلفة التي عبّرت عن غضب شديد من هذه “الخطوة المتهوّرة”.
والخطوات الصينية المتوقعة للرد على هذه الخطوة قاسية جداً وتستهدف بشكل أولي كوريا الجنوبية، ولكنها لا تقف عند هذا الحد، وإنما ستتعداه إلى العمل، وبكل قوة، من أجل إبطال مفاعيل هذا النظام التسليحي العدواني، وكسر الطوق الذي يفرضه على الصين ومنظومتها العسكرية.
صحيفة غلوبال تايمز الصينية تحدّثت عن تعزيز الأسلحة النووية في الصين، ووسائل إعلام أخرى تحدثت عن سباق تسلح شرس سينطلق في المنطقة، وسيترك تأثيره السلبي على العالم كله، وما لم يقله المسؤولون والإعلام عبّر عنه المواطنون الصينيون بإطلاق حملة مقاطعة لكوريا الجنوبية ومنتجاتها، الأمر الذي سيؤدي إلى كارثة حقيقية للاقتصاد الكوري الجنوبي.
قالت لي صديقة إعلامية صينية إن صحيفة غلوبال تايمز تبدو متطرفة جداً في مواقفها، ولكن ما لم تستطع التصريح به أن هذا التطرف يعبّر بشكل دقيق عن توجه أساسي ومهم في المنظومة الحاكمة في الصين، وهو توجه يرى في ما أقدمت عليه رئيسة كوريا الجنوبية المقالة بارك جيون-هي نكراناً للجميل واستفزازاً متعمداً لبكين وانسياقاً كاملاً في الركاب الأميركي، دون أي اعتبار للوضع في منطقة شرق آسيا، وللمصالح الكورية الجنوبية نفسها.
من هنا يصبح توقع ارتفاع مستوى التوتر في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها أمراً طبيعياً جداً، دون أن يصل الأمر إلى مستوى حرب حقيقية، وإن كانت كل الاحتمالات تبقى على الطاولة في ظل هذا الوضع المعقد الذي أرهقت به واشنطن سيول، بهدف استفزاز بكين وموسكو، دون أن تلتفت إلى مصالح حلفائها في المنطقة والعالم، كما هي عادة الإدارات الأميركية دائماً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.