موقع متخصص بالشؤون الصينية

مع الـ40: “الجامعة الاردنية الصينية.. ستُقام”

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
الدُكتورَة يَلينا رِيزونِينكو المومَني*:
كانت الإشارات المُتكرّرة من الجانبين الاردني والصيني خلال الاحتفالات الأخيرة في عمّان بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاردن والصين، وبخاصة من طرف الشخصيات العليا في البلدين، ومنذ ما قبل وما بعد السابع من أبريل/ نيسان المنصرم، بمثابة تأكيدات قاطعة أن الجامعة الاردنية – الصينية التي طال انتظار تأسيسها.. ستقام.
الجامعة الاردنية الصينية، التقنية، كان تم التوقيع على بروتوكول إقامتها في عام 2013، بين جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس شي جين بينغ، وعلى أن تكون أول جامعة صينية تشيّد خارج الصين، في الاردن.
إستذكر، أن سعادة السفير الصيني السابق، السيد قاو يو شينغ، كان أعلن في حينه، ونقلت ذلك الصحافة الاردنية، أن الحكومة الصينية حدّدت جامعة علوم الأرض لتكون الشريك الاستراتيجي مع الأردن لإقامة الجامعة، وأن وفداً من الجامعة كان يجب ان يصل عمان في عام 2015، ولا أعرف إن وصل أم لا، للبحث في إمكانية البدء في التدريس في الجامعة اعتباراً من العام الجامعي 2016، في مبانٍ مُستاجرة، إلى أن يتم الانتهاء من بناء وتجهيز الموقع الدائم الذي خصصت الحكومة الأردنية ألف دونم له، في منطقة الجيزة، لأغراض إنشاء الجامعة .
وكان السفير الصيني يو شينغ قد توقع أن يتم الانتقال إلى الموقع الدائم للجامعة في غضون سنتين من بدء التدريس، حيث أن الحكومة الصينية ستقدم كما تم التداول، مِنح للبناء والتجهيزات للجامعة، علماً أن السفير نوّه أنذاك، الى أنه سيتم البدء بتدريس بعض التخصصات العلمية والتقنية، على أن تتوسع الجامعة في فتح مختلف التخصصات “الممكنة”، بعد الانتهاء من الموقع الدائم في الجيزة .
إن إقامة هذه الجامعة في الاردن، يَجلو عن الكثير في صرح العلاقات الرسمية وعلاقات رجال الأعمال والمال من الاردن والصين، التي تتعزّز أمام أنظارنا يوماً بعد يوم. وما مسألة الجامعة وغيرها من الاستثمارات الصينية التي تم البدء بإنهاضها على الأرض، على شاكلة “سوق التنين الصيني” الضخم والهائل والجاذب للاعمال والاستثمارات والتجارة الكبيرة واليد العاملة والخبرات من الجانبين، والذي سيتم إفتتاحه في سبتمبر/ أيلول المقبل، وغيره الكثير، ناهيك عن الاستثمارات المتعدد في مجال الطاقة المُوّلَّدة من الصخر الزيتي، وتمويل الصين لمشاريع روسية لإنتاج الكهرباء من مفاعلات نووية، والحديث عن استثمارات في طاقات بديلة أخرى كالرياح، والمدينة الصينية، ووصول التبادلات الصينية الى مستويات كبرى وعالية خلال السنوات القليلة الأخيرة، يُشير إلى أننا في الاردن نسير في الاتجاه الصحيح نحو الصين ولأجل التعاون الشامل معها، ضمن مبادئ الكسب المشترك وفي إطار المصالح المشتركة والمتوزانة والفُضلى، وهي مبادئ ما توقفت جمهورية الصين الشعبية عن رفع شعاراتها وتطبيقها الحقيقي مع مختلف دول أسيا والعالم.
لذا، ولهذا كله ولغيره من الاسباب، ومنها المالية والرغبة بالاستثمار الدولي ومساعدة الدول النامية، أصبحت الصين الدولة الاولى الجاذبة للاستثمارات الاوسع على أراضيها، والاولى كذلك بجذب دول العالم لأموال الصين التريليونية للاستثمار على الصُعُد الوطنية في مختلف القارات وتلك البلدان.
نتمنى أن نرى تطبيقات وتفعيلات سريعة للاستثمارات الصينية في الاردن، فنحن في حاجة الى ذلك لعشرات الأسباب، ونتمنى للصين والاردن تعميقاً مستمراً للصِّلات الثنائية، ولأن يكون الاردن بالنسبة للصين الدولة الاولى في عمليات الاستثمار. فنحن نتطلع الى ذلك ونتمناه ونناشد الصين المزيد من الجهود من جانبها في هذا السبيل، وحكومتنا وشعبنا وأصدقاء الصين الاردنيين وفي مقدمتهم الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، سيكونون مُمتنين وشاكرين للصين رئيساً ودولةً وحكومة وشعباً لتفعيلها الاستثماري على أوسع نطاق في مدننا وقرانا وأريافنا وبوادينا الواسعة، التي تتمتع بالأمن والأمان والترحيب بالصين وإحاطتها والصينيين بالمحبة والحدب والتعظيم.
*كاتبة ومُنسّقة شعبة اللغة الروسية في الجامعة الاردنية، وعضو مُتخصّص في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.
* للاطلاع، رابط الفيديو عن الجامعة: https://www.youtube.com/watch?v=u79cjE_4uKU

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.