موقع متخصص بالشؤون الصينية

في موضوعة السياحة الأردنية الصينية.. نظرة موضوعية (العدد 59)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ مارينا سوداح*
السياحة الاردنية الصينية قائمة برغم أنها غير مزدهرة، ومع أنها ليست ذات دفق هادر، كما هو حال “السياحات” السالكة بسهولة ما بين الصين وعدد كبير من الدول.
بديهي ان العلاقات الاردنية الصينية عموماً تطوّرت بنقلات ملموسة منذ1977، وقد توسّعت خصوصاً منذ تسعينات القرن المنصرم حين صار الدفق الاقتصادي والتجاري علامة مُمَيِّزة لها، وغدا من أهمّ صورها تأسيس أول مركز للأبحاث الأردنية في الجامعة الصينية للعلوم الجيولوجية بمدينة ووخان وسط الصين.
ويُلاحَظ أنه يَتردّد في أوساط سياحية وإعلامية وعامة، بأن الزيارات “الكثيرة” التي نفّذها للصين مسؤولون ومُنشغلون بقطاع السياحة الاردني، وتباهيهم بكثرة اجتماعاتهم هناك، لم ترتقِ بمستوى السياحة الصينية بالأردن، ولم تجعلها حِراكاً مُتميّزاً، ويَعتقدون بأنها لن تصل لمعدلات السياحة الصينية في بلدان الخليج ومصر.
حَاولتُ كثيراً العثور على إحصاءات مُكتملة عن حجم السياحة الصينية في الاردن للسنوات السابقة، لكني لم أجد ما يُشفي غليلي، ولم أُوفّق سوى بالعثور على مَعلومة عن العام 2015. فبحسب وكالة الأنباء الاردنية، فإن عديد السياح الصينيين الى الاردن بلغ حينها9,381 بزيادة بلغت 1,6 بالمئة مقارنة بعام2014، حيث بلغت9,236″. ويؤكد بعض العارفين، أنه بضمن ذلك الرقم تُدرج شتى الوفود الصينية الزائرة للاردن، وبضمنها الرسمية والشعبية والإعلامية والاقتصادية، وهلمجرا.
وبحسب مسؤولين دبلوماسيين صينيين وأجانب، يُلمس ان السياحة الاردنية لم تَعد مُنافسة لمقاصد سياحية آخرى عديدة، لاسيّما لأسباب جادّة أولها، الأسعار الفلكية في الفنادق المحلية؛ ومتطلبات الحياة اليومية المُكلفة.
ووفقاً لتصريحات سابقة لوزير السياحة والأثار الاردني ليومية “الغد”، فقد أظهرت الإحصاءات تراجعاً في إجمالي عدد السياح القادمين إلى المملكة خلال الشهور التسعة الأولى من العام 2015 بنسبة9%، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2014، إذ انخفض عديدهم إلى 3.7 مليون سائح، مقارنة بـ4.1 مليون خلال الفترة نفسها من العام2014. (المرجع المُتاح:CNNالعربية- 11/مايو أيار2016).
في طبائع الصينيين “التَمتّع بالعالم”، لذلك تراهم يُفضّلون المَقاصد المتطورة والنظيفة سياحياً، وحيث تتوافر كل متطلباتهم، والسماح لهم بأن يُدخِلوا الطعام والشراب لغرفهم الفندقية، والأسعار المُنافِسة للسلع وتذاكر السفر والدخول للمواقع السياحية، لاسيّما أن السوق الصيني يتميّز بسلع رخيصة الأثمان، ومن الطبيعي والحالة هذه ان يَتسوّق المواطن الصيني في بلدان منافِسة للسوق الصيني، أو على مستواه، وفي هذا المجال لا يُنَافِس الاردن للأسف.
•    مديرة تسويق سياحي، وناشطة في كادر الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ومنتديات أصدقاء وسائل الإعلام الصينية بالاردن.
*المقالة خاصة ب نشرة الصين بعيون عربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.