موقع متخصص بالشؤون الصينية

(بان ويفانغ) في (الزعتري)..

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:

تتلاحق زيارات سفراء جمهورية الصين الشعبية لدى بلدان عربية، الى مخيمات اللاجئين السوريين لتقديم التبرعات العينية إليهم. وقد فاجأ هؤلاء السفراء الرأي العام العربي بهذا الحِراك غير المتوقع، والذي اقتصر قبل ذلك على مسؤولين من بلدان عربية وغربية.

السفير الصيني لدى الاردن سعادة السيد (بان ويفانغ) كان مؤخراً على موعد مع مختلف شرائح اللاجئين في مخيم الزعتري الواقع شمال البلاد، وقد سميّت الزيارة شعبياً بأنها “خطوة رائدة”، ذلك لأنها واقعية وقد لمس السفير خلال نبض أبناء المخيم، وتعرف عن كثب على احتياجاتهم اليومية والأنية.

الى ذلك تُعتبر زيارة السفير الى المخيم ذات أهمية كبيرة على صعيد عربي وعالمي، بخاصة لجهة اهتمام الصين بذوي الحاجات الماسّة، سيّما في الأزمات الدولية والحروب التي تعصف بمنطقتنا، وللاعلان عن مساهمات الصين الفعلية بتقديم مساعدات إنسانية وهِبات للمشردين السوريين، الذين هم في أمس الحاجة إليها الآن.

وبدخول سفير الدولة الصينية الشعبية الصديقة الى المخيم، دشّنت بلاده عصراً جديداً لنشاطاتها العالمية في المنطقة الآسيوية من العالم العربي، ستتبعها، على الأغلب، مزيد من الخطوات المشابهة في دول عربية عديدة، وفي بلدان إسلامية.

أعتقد أن دخول الصين على خط المساعدات الدولية للاجئين السوريين من طرف واحد وبقرار سياسي داخلي منها، يتّسم بأهمية كبيرة بسبب ثقل الصين عالمياً، ودورها المتعاظم في منطقتنا العربية ومناطق العالم الاخرى، ولجهة أن هذه الزيارة تَعرض الى مزيد من إندماج الصين في القضايا الدولية، وتعمّق إنغماسها بالتعامل الأفعل معها، ورغبتها بالانضمام الأنشط الى الأُسرة العالمية لحل المشاكل المُتأتية من الحروب والمواجهات والنزاعات  المُعَاصرة.

 

 

في الحقيقة، أقوم شخصياً بواجبي نحو المسؤولية المناطة بي لمتابعة وسائل الإعلام الصينية في هيئة (الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين)، وبملاحظة  يومية وحثيثة لبرامج الفضائية الصينية الناطقة بالعربيةCGTN، وقد سررت مؤخراً لعرضها سعادة السيد (بان ويفانغ) وهو يقوم بنشاطاته في المخيم واطلاقه تصريحات مختلفة بهذا الخصوص تناقلتها وسائل الاعلام، كما وزيارة سعادة السيد (وانغ كيجيان) سفير الصين في لبنان الى مخيم مشابه، والتصريحات التي أطلقها السفيران لهذه الفضائية وغيرها، يشي بدور فاعلٍ ومتنامٍ للصين في قضايا منطقتنا التي تعاني من الحروب والنزاعات الدائمة والعُسف والجُور، والتي يُعتبر السلام الدائم والشامل والناجز فيها وقضية سيادة العرب الفعلية على أرضهم العربية، وثباتهم فيها، هو أحد حقوقهم السيادية، يفضي بشعوبهم المُتعبة منذ قرون عديدة الى سلام واستقرار.

لاحَظتُ أن (الزيارة الصينية) الى (الزعتري)، جاءت في خضم احتفالات الاردن والصين بالذكرى الأربعين لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، التي  تمّت في السابع من نيسان أبريل من عام  1977م، وعلى أعتاب المؤتمر الدولي لـ(مبادرة الحزام والطريق)، التي عُقد في بكين، وفي أجندته بحث مئات المدعوين من جميع دول العالم تقريباً،  طائفة كبيرة من مشكلات البشرية، واستعراضوا الحلول لها، ومسألة مرور (المباردة الصينية) في أراضي الدول الآسيوية على وجه الخصوص، وتلك الأفريقية التي تشهد حالياً إقتتالاً يؤسف له.

ولقد كشفت الفضائية الصينية عن الهدف الإنساني لزيارة سعادة السفير للزعتري، قائلة أن الحكومة الصينية قدّمت مساعدات لبرنامج الأغذية العالمي “لتأسيس برنامج المطابخ الصحية في مخيم الزعتري” من أجل “إغاثة اللاجئين السوريين في الأردن”، ويشمل البرنامج “بناء مطابخ صحية، وإعداد وجبات صحية، وتقديمها إلى طلاب المدارس في المخيم، ومن المُخطّط تقديم مئة وجبة سنوياً لكل فرد من 12 ألف طالب في المخيم”.

بالإضافة إلى الوجبات الصحية، تقدّم المطابخ الصحية فرصة التدريب والحصول على وظائف للنساء المقيمات في المخيم، من أجل تخفيف العبء عن العائلات، وإدخال المزيد من الأطفال إلى المدارس.

السفير (بان ويفانغ)، بيّن “وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين في الأردن، من ضمنهم آلاف من الأطفال الذين يدرسون في المدارس، لذلك نحن نهتم بصحة اللاجئين اهتماماً بالغاً، وسنبذل قصارى جهودنا في الحكومة الصينية والسفارة الصينية في الأردن لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها اللاجئون في المخيم.”

ومن ناحيتها نوّهت أمينة عصفور، المسؤولة من برنامج الأغذية العالمي: لـ”سرور التلاميذ لحصولهم على الوجبات الصحية منذ المرحلة الدراسية السابقة، ووجدنا عدداً متزايداً من التلاميذ يُفضل تقديم الوجبات الصحية للتلاميذ، وأتمنى أن يستمر هذا الوضع طوال المرحلة الدراسية بشكل جيد.”

وقد علمتُ من الفضائية الصينية إيّاها، أن الحكومة الصينية قدّمت ثلاث دفعات من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى اللاجئين السوريين داخل الأردن، بالإضافة إلى تقديم الإغاثة عن طريق المنظمات الدولية بما فيها برنامج الأغذية العالمي، وللاسف، لم تشر وسائل الاعلام في حينه عنها بشكل كافٍ في السابق.

أن وجود الصين في (الزعتري)، والاتفاق مع السلطات الاردنية ذات العلاقة والاختصاص على تحسين أوضاع اللاجئين وبخاصة الطعام المقدم إليهم، وغيره من المسائل، يَعرض الى مشاعر القيادة والشعب الصينيين الراقية، والأنشطة الجد إيجابية للصين في صروح عالمية مع مختلف الشعوب نُصرةً لقضاياها بوجه الارهاب الدولي، بخاصة الاقتصادية – الإنسانية، وفي شق منها مساهمات الصين في رسم بَسماَتٍ متلاحقات على وجوه وشِفاه سكّان المخيم الفقراء و “رقيقي الحال”، من اللاجئين والمشرّدين، الذين لا مأوىً دائميٍّ وآمنٍ لهم، إذ أنهم يُعانون نفسياً أشد المعاناة، ويَشعرون بأنهم يَلتحفون الشمس اللاهبة صباحاً وعصراً، ويَتدثرون بعتمة الليل وضياء النجوم ليلاً، برغم البيوتات التي أُفرزت لهم من جهات متعددة.

 

وفي شريط أنباء الفضائية الصينية شاهد شعبنا الاردني، السفير (بان ويفانغ) يعبر عن فخار جمهورية الصين الشعبية بالشراكة مع برنامج الاغذية العالمي وشركائه في الاردن، لتأمين وجبات صحية للأطفال في مخيم الزعتري، وصولاً لجيل يتمتع بصحة جيدة، إضافة لدعم السيدات بإشراكهم في مشروع المطبخ الإنتاجي الذي يهتم بالأطفال وتغذيتهم المدرسية.
وقد لفتت المتحدثة بإسم برنامج الاغذية العالمي في الاردن، شذى المغربي، ان مشروع المطبخ الإنتاجي الصحي للوجبات المدرسية تم إطلاقه في مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين السوريين، وأشارت إلى ان البرنامج تلقى دعماً بقيمة مليون ونصف المليون دولار من جمهورية الصين الشعبية، والذي تمكّن خلاله البرنامج من توفير مساعدات غذائية ضرورية للاجئين السوريين، ممن هم بأمس الحاجة إليها في مخيم الزعتري والأزرق، إضافة إلى توفير وجبات مدرسية صحية ضمن مشروع المطبخ الإنتاجي لأكثر من 12 ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري والذي يُطلق منتصف أيار العام الحالي.
أننا إذ نُشيد بجهود الصين في المجال الإنساني، وفي غيره من الحقول لحماية السلم العالمي وسيادة الدول على أراضيها ونفسها ومستقبلها، لنأمل توسّع العمل الصيني في هذا المنحى الذي يجذب المزيد من تفهم العالم للصين والصينيين، وإدراك سياساتهم الانسانية، وتعميق الصداقة العالمية مع الصين، لما فيه مصلحة جميع البشر بدون أية استثناءات.

*مسؤول ديوان متابعة الإعلام الصيني والإسلام والمسلمين بالصين في  الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.