موقع متخصص بالشؤون الصينية

انعقاد المنتدى الدولي للترجمة والتبادلات الثقافية والإنسانية بين الصين والعالم العربي في بيروت

0

عقد المنتدى الدولي للترجمة والتبادلات الثقافية والإنسانية بين الصين والعالم العربي في دورته الثانية يومي الأربعاء والخميس الماضيين برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب.
وانعقدت الدورة تحت عنوان “الترجمة والتبادلات الثقافية الانسانية بين الصين والعالم العربي” في مركز اللغات والترجمة لكلية الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية.
وأعرب سفير الصين لدى لبنان وانغ كه جيان في كلمة خلال مراسم افتتاح دورة المنتدى عن تقديره العالي للجهود التي بذلتها كل من الجامعة اللبنانية والرابطة اللبنانية الصينية للصداقة والتعاون وجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية.

 

وهذا نص كلمة السفير وانغ كيجيان:
حضرة رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب المحترم،
حضرة نائب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية السيد هو جيانهواي المحترم،
حضرة رئيس الرابطة اللبنانية الصينية للصداقة والتعاون الدكتور مسعود ضاهر المحترم،
(عميد كلية الآداب العلوم الإنسانية والإدارية الدكتور كميل حبيب المحترم،)
(مديرة مركز اللغات والترجمة الدكتورة زينا عضيمي المحترمة،)
(رئيس بلدية الدكوانة الأستاذ أنطوان شختورة المحترم،)
أيها الأساتذة والطلبة والأصدقاء،
صباح الخير! يسعدني أن أحضر افتتاح الدورة الثانية للمنتدى الدولي للترجمة والتبادلات الثقافية والإنسانية بين الصين والعالم العربي التي تقام في الجامعة اللبنانية. أولا، يطيب لي أن أتقدم بالتهاني الحارة وأعرب عن تقديري العالي للجهود التي بذلها كل من الجامعة اللبنانية والرابطة اللبنانية الصينية للصداقة والتعاون وجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية والأصدقاء من مختلف الأوساط لانجاح هذه الدورة.
إن الصداقة التي تتبلور في التواصل بين الشعوب مفتاح للعلاقات الطيبة بين الدول. ظل التبادل الثقافي والإنساني إحدى الركائز المهمة في التعاون الصيني العربي بشأن بناء الحزام والطريق. وفي هذا الصدد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في أيار الماضي على أن يكون الحزام والطريق طريقا يتربط الحضارات ويعزز الفهم والاحترام والثقة فيما بينها من خلال التبادل الثقافي والإنساني.
أما الترجمة التي تمثل جسرا هاما للتواصل بين الثقافات تلعب دورا لا بديل له في زيادة التقارب وتعزيز الثقة المتبادلة ومتابعة الصداقة بين الصين والدول العربية. وبالاشارة الى النجاح كامل للدورة الأولى للمنتدى في السنة الماضية، آمل من صميم قلبي أن ينتهز جميع الأكاديميين والأصدقاء فرصة الدورة الثانية للمنتدى للتعلم والاستفادة المتبادلة والإسهام في تقريب الشعوب عبر الترجمة وتسجيل صفحة جديدة للصداقة الصينية العربية.
أخيرا، أتمنى لهذه الدورة نجاحا كاملا وشكرا!

من جانبه رأى رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب في كلمته أن الدورة الأولى للمنتدى أثمرت تعاونا في مجالات العلاقات الثقافية والترجمات المتبادلة المباشرة باللغتين العربية والصينية بعد أن كانت الترجمات فيما مضى تمر عبر لغات أجنبية مما أعاق حركة الاطلاع لحقبات طويلة.
وأشاد بتاريخ الصين الحافل بالحضارة والثقافة والآداب كما في الصناعات والتقنيات الحديثة وقال إن الصين من الدول التي ساهمت في تطوير الحياة البشرية عبر الابتكارات والعلاجات الطبية.
ولفت إلى ظاهرة حب الصينيين للآداب والشعر العربي مما يدل على اهتمام الصين بالاطلاع على الحضارات والثقافات الأجنبية وخاصة العربية.
وأشار إلى أن الاتفاقات المعقودة بين الجامعة اللبنانية وبعض الجامعات الصينية فتحت آفاقا جديدة في لبنان سمحت باكتساب الكثير من المعارف.
وأكد أن الترجمات المتبادلة ساهمت في اكتساب المهارات والاستفادة من الخبرات، كما أن دورها عزز العلاقات العربية الصينية بقدر كبير وشكل نقلة نوعية في تمتين الروابط الثقافية والعلمية.
وشدد على أن الجامعة اللبنانية تولي أهمية قصوى لتعليم اللغة الصينية وآدابها وأن مركز اللغات والترجمة فيها يسعى لتطوير تدريس اللغة الصينية ليتمكن فيما بعد من منح شهادات الدكتوراة في اللغة والأدب الصيني.
وأضاف أن الجامعة اللبنانية تسعى لتخريج طاقات في مجال الترجمة لمزيد من تعريف الشعبين اللبناني والصيني على النظم والعادات والتقاليد.
وألقت مديرة مركز اللغات والترجمة الدكتورة زينا عضيمي كلمة هذا نصّها:
حضرة رئيسِ الجامعةِ اللبنانيةِ البروفيسور فؤاد أيّوب ،
سعادة سفيرِ الصينِ في لُبنانَ، السيّد وانغ كيجيان،
حضرة رَئيسِ بلديةِ الدكوانة، السيّد أنطوان شختورة،
حضرة عميدِ كليّةِ الأدابِ والعلومِ الإنسانيةِ البروفيسور أحمد رباح،
حضرات السادة العمداء ِ والمدراءِ،
حضرات السادةِ الأساتذةِ والخبراءِ المُشاركينَ في هَذا الملتقى،
أعزّائيَ المَدعوّينَ والزُملاءِ والطُلّابِ،
حضرات السيداتِ والسادةِ،

اسمَحوا لِي أوّلاً أنْ أوجّهَ شُكريَ وامتنانيَ لرَئيسِ الجامعةِ اللبنانيةِ البروفيسور فؤاد أيّوب على رِعايتِهِ هذا الملتقى وعلى دعمِهِ الدائمِ لمركزِ اللغاتِ والترجمة. وأشكرُ أيضاً سَعادةَ سَفيرِ الصينِ في لبنانَ لحُضُورِهِ بينَنا ولمساهمةِ السفارةِ الصينيةِ المستمرّةِ في تعزيز علاقاتِ التعاونِ والصداقةِ بينَ الجامعةِ اللبنانيةِ والصينِ. أوجه شكري كذلك لعميد كليتنا البوفيسور احمد رباح الذي لا يَألوَ جُهداً في تشجيع النشاطاتِ الأكاديمية والثقافية وفي دعم مركزنا.

وأودُّ أن أشكرَ رئيسَ بلديةِ الدكوانة السيّد أنطوان شختورة الذي كانَ أوّلَ مَن دعمَ جهودَنا بالتعاونِ مع الصينِ في خلالِ “يومِ اللغةِ والثقافةِ الصينيةِ” عام 2015، وهو لا يزال شريكاً مهمّاً وعزيزاً لنا.

شكرٌ كبيرٌ أيضاً لشركائِنا، الرابطةُ اللبنانيةُ الصينيةُ للصداقةِ والتعاونِ وجمعيةُ الصداقةِ للشعبِ الصيني مع البلدانِ الأجنبيةِ وجامعةُ الدراساتِ الدوليةِ بشانغهاي، على كلِّ الجهودِ التي بذلوها. وأخصُّ بالشكرِ رئيسَ الرابطةِ البروفيسور مسعود ضاهر على عملِهِ الدؤوبِ والمتواصِلِ لإنجاح هذا الملتقى.

أوجّهُ شكراً لبنك عودة الذي رَعى هذا الحدثَ، وهوَ يدعمُ حاليّاً مُبادراتٍ علميةً وأكاديميةً وثقافيةً متعدّدةً في الجامعةِ اللبنانيةِ. أشكرُ مُساهمتَكم في نشرِ الثقافةِ والعلمِ في الجامعةِ .

وأتوجَّهُ بالشكر كذلك لمَدعوّينا الذينَ حضرُوا منَ الصينِ ليشاركُوا خِصّيصاً في هذا الملتقى. وأخيراً، الشكر لأساتذةِ مركزِ اللغاتِ والترجمةِ وأساتذةِ الجامعةِ اللبنانيةِ على مشاركتِهمْ والتزامِهمْ وشكر وللموظفين والطلاب الذين ساهموا في التحضير لإنجاح المؤتمر.
حضرات السيّداتِ والسادةِ،
يشكّل هذا المتلقى الجزءَ الثانيَ من سلسلةِ لقاءاتٍ علميةٍ تتناولُ دورَ الترجمةِ والتبادلِ الثقافيِّ والإنساني بينَ الصينِ والعالمِ العربيِّ. وقد جَرى اللقاءُ الأوّلُ في جامعةِ الدراساتِ الدوليةِ بشانغهاي في حُزيران 2016. أمّا لقاؤنا اليومَ فيمثّلُ خطوةً جديدةً في مجالِ اللقاءاتِ العلميةِ الهادفةِ إلى تعزيزِ العلاقاتِ بينَ الصينِ والعالمِ العربيِّ.
ومنْ خلالِ مواضيعَ كترجمةِ المؤلّفاتِ الأدبيةِ منَ اللغُتَين العربيةِ والصينيةِ وإليها، والفنِّ، والإعلامِ، والتبادُلِ الأكاديميِّ، وتعليمِ اللغةِ الصينيةِ للعربِ واللغةِ العربيةِ للصينيينَ، يقترحُ هذا الملتقى تأسيسَ منصّةٍ للخبراءِ والباحثينَ المتخصّصينَ في دراسةِ دورِ المفكّرينَ والمؤسّساتِ الأكاديميةِ في توطيدِ العلاقاتِ بين الصينِ والعربِ، هاتانِ الحضارتانِ اللتانِ يعودُ عمرُهما إلى آلافِ السنينَ، واللتانِ أسهمَتا إلى حدٍّ كبيرٍ في نموِّ البشريةِ، وارتبطتا منذُ القِدَمِ عبرَ طريقِ الحريرِ.
ذلكَ الطريقُ الذي لمْ يقتصرْ على التبادلِ التجاريِّ فحَسب، بلْ سهّلَ أيضاً التبادلاتِ الثقافيةَ والعلميةَ بينَ الصينِ والعالمِ العربيِّ. وبفضلِ هذا الطريقِ، وصلتِ الحضارةُ العربيةُ إلى الصينِ، وفي المقابلِ تمكّنتْ ابتكاراتٌ صينيةٌ هامّةٌ منَ الوصولِ إلى أوروبا عبرَ العالمِ العربيِّ.
في عصرٍ ينهشُهُ الإرهابُ وإقفالُ الحدودِ والانطواءُ على الذاتِ والتخوّفُ ممّا هو غريبٌ عنّا، وعلى غرارِ المستكشفينَ والتجّارِ والمسافرينَ والأساتذةِ والفنّانينَ والشعراءِ القدامى الذين عَبرُوا طريقَ الحريرِ وأغنَوا البشريةَ بهذا التفاعلِ بينَ الحضاراتِ، آملُ أنْ نساهمَ في هذانِ اليومانِ منَ التفاعلِ والتلاقي في تقريبِ الثقافاتِ وبناءِ عالمٍ أفضلَ.
أتمنّى أنْ تُفضيَ جهودُكم إلى نتائجَ مثمرةٍ. وشكراً.
كما ألقى رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة كلمة هذا نصّها:
أيها الحضور الكريم،
ليس من باب الصدفة أيها الحفل التربوي الثقافي أن نجتمع اليوم لنعزز توأمة لُغتين وحرفين ، كانا سيِّدا الكلمة على مدى العصور منذ أن إكتشف أهلنا الفينيقيون في جبيل الحرف ونشروه من خلال تجارتهم على كل المتوسط عبر طريق الحرير التجارية واللغة الصينية أيضاً التي لا تزال منذ تلك العصور تحافظ على لغة عملاقة تسعى أن تكون المنافِسة الوحيدة للحرف اللاتيني ، وإستطاعت الصناعة الصينية الكونية أن تكون الدافع الأكبر والرافعة الأولى لإنتشار هذه اللغة . وفي المقابل ، يجهد أشقاؤنا الصينيون الى تعلُّم لغتنا العربية من أجل تسويق بضائعهم ومُنتجاتهم وصناعاتهم في أسواقنا العربية ، التي هي إستهلاكية من الطراز الأول ، وهناك مصلحة كبيرة للصين في هذه الأسواق العربية التي كانت في مطلع الثمانينات والتسعينات تعتمد على الإنتاج الأوروبي والأميركي ، حتى ومع تعاظم شأن جمهورية الصين الشعبية سياسياً أصبح من الضروري على الدبلوماسيين والسفراء والبعثات السياسية والتجارية والإقتصادية التي تتوجه الى شرقنا الأوسط وخاصةً الدول العربية ، أن تتحدث اللغة العربية ، مما يسهِّل عليهم التواصل مع الطبقات السياسية والإقتصادية العربية ، وهذا دليل تقدم ثقافي لدى الشعوب وإحترامها للدول المضيفة وإحترام المرجعيات العربية لها . ومن ناحيتنا ، سأتحدث عن لبنان … فإن كمّاً كبيراً من تُجّارنا وصناعيِّينا أصبحت وُجهتهم الأولى ” الصين ” ، وبما أن اللبناني رائد في كل شيء ، وخاصةً في الثقافة واللغات ، فأصبح هناك كوكبةً من اللبنانبين يُتقنون اللغة الصينية ، ومن خلال اللغة تبدأ رحلة التجارة وتبادل العادات والتقاليد والأطعمة. فنكون أصبنا عُنوان هذه الندوة : اللغات والتبادلات التجارية بين الصين والعالم العربي .
أما على المستوى الشخصي ، فإن ما يعنيني كرئيسٍ لبلدية الدكوانة ، هو أنني أكُنُّ كل الإحترام لهذه البلاد النشيطة والمنتجة ذات الشعب المُحب والمسالم والمكافح ، وإنني أتحدث عن خبرةٍ شخصية كوني قد قمت بزيارة الصين لعدة مرات مطَّلعاً في هذه الرحلات على سير العمل البلدي والتنظيم المدني هناك وكيفية مقاربتهم لشتى المواضيع بالرغم من المُعضلة الأساسية وهي الكثافة السكانية ، كما أنني تشرّفت بإقامة علاقات تعاون وتنمية مع إحدى البلديات عن طريق فكرة التوأمة لتبادل الخُبرات في ما بيننا ، وفي مجالٍ آخر ، لفتني الوضع الإقتصادي الصيني المزدهر ، والسعي الدائم الى سيطرته عالمياً في معدلِ نموٍ قارب ال ١٠٪‏ سنوياً .
ليس بغريبٍ علينا كلبنانيين أيها السادة أن نتأقلم ونتجانس مع الشعب الصيني ولغته وتجارته كوننا شعبان متشابهان في أمورٍ عديدة ومنها حب التجارة والعمل الدؤوب والمستمر ، بالإضافة الى التوق الدائم الى تعلُّم لغات الغير مهما كانت صعوبتها ، فبعضنا أصبح يتحدث اللغة الصينية ، وعدد كبير من الصينييين يتحدثون اللغة العربية الفصحى ، لغة الضاد .
وطننا يا حضرة رئيس الجامعة اللبنانية والحضور الكريم ، هو وطن العلم والثقافة والمعرفة والحضارة والتقدم ، ولطالما كنا تُرجمان العرب بفضل جامعتنا الوطنية اللبنانية .
عُشتم .. . عاشت الجامعة اللبنانية …عاشت الدكوانة … عاشت الصين …عاش لبنان .
كذلك تحدث في حفل الافتتاح رئيس الرابطة اللبنانية الصينية للصداقة والتعاون الدكتور مسعود ضاهر، ونائب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية السيد هو جيانهواي، .
واستمر المنتدى على مدى يومين بمشاركة علماء وخبراء ومهنيين من الأوساط الأكاديمية المتخصصة المعنية الصينية والعربية.
وتشمل موضوعات المنتدى قضايا الحوار الاكاديمي ودوره في تعزيز الترجمة المتبادلة وسبل التصدي للفوارق الثقافية في الترجمة من العربية إلى الصينية ووسائط التبادل الثقافي والتبادل الثقافي العربي الصيني وتعلم اللغة العربية والصينية كلغات أجنبية.
وكانت الدورة الأولى للمنتدى قد عقدت في يونيو من العام الماضي في شانغهاي بمناسبة إحياء ذكرى مرور ستين عاما لاستهلال الصين علاقاتها الدبلوماسية مع الدول العربية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.