موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: واشنطن فى حاجة للقيام بدور بناء أكبر في العالم

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
تبدو استراتيجية الأمن القومى التي كشفت عنها واشنطن مؤخرا فى غير حينها في ظل عصر يدعو لروح التعاون والتعددية.
ومن المتوقع ان توجه الوثيقة التي اعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، مستقبل السياسات الأمريكية من أجل حماية المصالح الأمنية الأساسية.
واستراتيجية السياسة الجديدة رسالة واضحة من ادارة ترامب لوضع “أمريكا أولا” وابقاء امتيازات واشنطن التى ” لا مثيل لها” ونفوذها على باقي العالم من خلال قوتها.
للاسف تستخدم واشنطن “صيغة الأمس” لمعالجة قضايا اليوم. انها ترسل رسالة خاطئة تشجع الآخرين على وضع مصالحهم الخاصة قبل المصالح المشتركة في الوقت الذي نحتاج خلاله للتعاون على النطاق العالمي بشكل كبير.
والمثير للقلق بشكل أكبر هو ان الاستراتيجية وصفت بعض الشركاء العالميين الأساسيين لواشنطن، من بينهم الصين وروسيا، بانهم قوى “منافسة ورجعية” واتهمتهم بمحاولة تغيير وضع الراهن الامريكى .
وهذا الامر من شأنه فقط تعميق الفجوة لعدم الثقة بينهم وسيضع المزيد من العوائق امامهم فى الوقت الذى يتعين فيه ان يعملوا معا لمعالجة بعض المشاكل العالمية الملحة مثل مكافحة الارهاب.
والعالم ، على الرغم من انه يشهد المزيد من التعافي الاقتصادي، الا انه مازال يواجه امكانيات غير مؤكدة للنمو على طويل المدى وتزايد اجراءات الحمائية. ولم تجد الثقة العالمية في النمو المستقبلي القوى اساسا قويا حتى الآن.
ومثل هذه التحديات غير التقليدية مثل التغير المناخي تهدد بقاء الجنس البشرى الجميع للخطر وتحتاج لجهود مسؤولة ومشتركة من جميع دول العالم.
وبشأن هذه القضايا التي تثير مخاوف العالم، تعهدت الولايات المتحدة ،أكبر قوة في العالم، في الوثيقة اما بالدفاع عن مصالحها القومية عن طريق اجراءات من جانب واحد، او القت الضوء بشكل طفيف على التزامها بالقيام بدور بناء.
وبالفعل بدأ نهج واشنطن احادى الجانب، مثل التراجع عن معاهدات دولية اساسية، من بينها اتفاقية باريس للتغير المناخي واعلان القدس عاصمة اسرائيل يثير الانتقادات ويحدث فوضى في اجزاء عديدة في العالم.
وتعطي سياسة البيت الأبيض الخارجية الأولوية لسياسة أمريكا أولا على القوانين الدولية والمنافسة على التعاون والقوى العسكرية على القوى الناعمة والرأى المحلى على الرأى العام العالمى فى جميع المناطق تقريبا.
ويحتاج صناع القرار في واشنطن ان يعرفوا انه في هذا العصر الذى يشهد الاعتماد المتبادل فى العالم، اصبح مصير جميع اعضاء المجتمع الدولي مرتبطا ببعضه البعض وان محاولة الحفاظ على مصالح القومية لطرف بدون الاهتمام بباقي الاطراف ليس مستحيلا فقط ولكنه من الممكن ان يكون له نتائج عكسية.
ولطالما كانت واشنطن تحب حث الآخرين على الالتزام بمسؤولياتهم. والآن حان الوقت ليكون لدى البلاد عقلية جديدة تتناسب مع حقبة جديدة وان تشارك في اعمال بناء مع العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.