موقع متخصص بالشؤون الصينية

التقاط الحُلم الصيني في الشارع العام..!

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
يلينا نيدوغينا*:

الَمَصير المشترك للبشرية هو شعارٌ وحُلمٌ صيني، برز في حقبة الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، وبات جاذباً للعالم أجمع، وليس فقط لتلك الدول والشعوب النامية والجارة للصين والآسيوية منها، بل وللشعوب الغربية والأمريكية أيضاً، ذلك أن طروحات الصين في السياسة والاقتصاد والأمن مترابطة، وهي ترى نقل الشعوب والدول من حالة المواجهة والتناقض والمصالح الفردوية، إلى حالة سيادة السلام الدولي والسلم الاجتماعي، وبإختصار، هو وضع يتقدّم فيه التناغم والمساواة والجمعية في العلاقات والتبادلات الدولية.

زرتُ الصين عدة مرات على مدار سنوات طويلة، بدعوة من قيادة الحزب الشيوعي الصيني ومكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية (وزارة الاعلام)، وبودّي في زيارتي الحالية أن ألحظ التغييرات التي طرأت على الشارع العام في تلك الدولة، لا سيّما سلوكيات الناس، ذلك أن أي تغيير إنما يمكن ملاحظته في الشارع العام بالذات، دون الإعمال في الدراسات والأبحاث والحكم على البلاد من خلالها، فالشارع بالذات هو الحكم على الدولة والشعب، أية دولة وأي شعب في العالم.

لهذا، تعتبر الدعوة الحالية من قيادة الحزب الشيوعي الصيني، لهذا العدد الكبير من أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين مهمة، ويترتب عليها الكثير الكثير لجهة تطوّر أعمال وأنشطة الاتحاد الدولي في مختلف بلدان العالم، وبالأساس البلدان العربية والإسلامية. ويتوقف على برنامج الزيارة بالذات جانب كبير من تقدم أعمال الاتحاد الدولي على الصعيد التنظيمي والجذبوي الدولي، وكذا تقديم الصين لتلك الدول والشعوب واصدقاء الصين، من حيث ينطلق منها المدعوون الكثيرون نحو بكين.

كانت الصين دوماً تحرز نجاحات متواصلة، منذ تحريرها ومنذ تأسيسها بقيادة الأمين العام والرئيس ماوتسي تونغ، لكنها خلال السنوات الأخيرة بالذات، انتقلت إلى رِحاب العالم أجمع، لتُحرز نجاحات لم تكن توضع على أجندة الخطط التنموية، ما يدلل على رقي وواقعية الخطط السابقة، وهو ما سمح للانتقال إلى خطط أخرى جديدة، وهو المظهر الذي أود التعرّف على واقعه خلال زيارتي.

كذلك، احتفلنا العام الماضي بالذكرى الأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الأردنية الصينية، ونجحت سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الأردنية الهاشمية بإنجاح فعاليات متلاحقة فاقت المئة بكثير، وما زالت تقوم إلى هذه اللحظة بفعاليات متلاحقة بهذه المناسبة، كما حدث قبل أيام في مدينة البتراء الأردنية التاريخية والأثرية، حيث شهدت تلك المنطقة أنشطة هي الأولى من نوعها.

لذلك، بودّي التعرّف على رأي القادة الصينيين بمسألة تعزيز العلاقات بشكل أعمق بين البلدين، الصين والاردن، وهل ستنتقل هذه العلاقات إلى مستوى استراتيجي في المنحى السياسي والثقافي أيضاً، ليتماثل ذلك مع نمط العلاقة الاستراتيجية القائمة على المستوى الاقتصادي، بخاصة دخول الشق الثقافي على مجمل هذه العلاقات بقرب إفتتاح المركز الثقافي الصيني الأول في الأردن، وهو حدث كبير يتسم بدلالة مهمة على الانتقال من التعاون المادي الواسع، إلى التعاون الروحي والحضاري، وتوسيعه بجهود قيادتي البلدين ومؤسساتهما على مِثال المركز الثقافي والمؤسسات الاردنية ذات العلاقة بهذا الشق، وهي مؤسسات نأمل أن تبادر إلى افتتاح مركز أو مراكز ثقافية مشابهة في بكين، وفي مدن صينية أخرى ذات كثافة سكانية كبيرة.

والشيء الآخر الذي أود ملاحظته والتدقيق فيه على وجه خاص، هو “المرأة الصينية”، وتطوّر وضعها الاقتصادي والمهني والشخصي ودخلها المادي، الذي ينعكس عليها بالضرورة في الشارع العام أيضاً، الذي هو الحكم على كل الظواهر الاجتماعية ومدى تطورها وازدهارها، كما هو الأمر بالنسبة لعملية التقدّم في مجال الابتكار والاختراع، لتسهيل حياة الصينيين اليومية، حيث شهدت الصين ارتفاع مستويات التمويل في البحث العلمي عدة مرات.

#*يلينا_نيدوغينا: كاتبة ورئيسة تحرير جريدة “#الملحق_الروسي”، ورئيسة شؤون المرأة للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين، ونائب رئيس #رابطة القلميين الألكترونية مُحبي #بوتين و #روسيّه للاردن والعالم العربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.