موقع متخصص بالشؤون الصينية

الاشتراكية بألوان الصين..

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:

تلعب الصين حالياً دوراً كبيراً في تطوير العالم غير الاوروبي والأمريكي بالتوازي مع تطوير نفسها، فهي تدرك أن التطور الصيني متلازم مع المساعدات الصينية لنقل العالم ببلدانه النامية إلى مستوى يُجيد فيه التحالف والصداقة معها ضمن معادلة رابح – رابح.

لقد وجدت الصين في العالم الثالث ـ والذي يسمونه أيضاً بالعالم النامي ـ الكثير من الدول المؤيدة لها والمتحالفة معها، وذلك لتحقيق توازن دولي في مختلف المجالات، وما استناد الصين إلى الاشتراكية بألوان صينية والتي تعني فيما تعني حرية التعاملات في سوق رأسمالية منتجة وبعيداً عن الاحتكار المطلق للدولة للعملية الانتاجية والتسويقية، سوى التسريع لعملية نقل الصين من حالة سابقة إلى أخرى متطورة بحركة الأموال الرأسمالية وعجلة الإنتاج السريع، لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الغربية والأمريكية الماثلة، والتي قد تعني ـ في وقت قد يدنو قريباً ـ انتقالها إلى مواجهة مع الصين التي وصلت باشتراكيتها بألوان صينية وجوهرها الإشتراكي المتشدد، إلى مستوى متطور وقادر على إلحاق هزيمة ـ أو لنقل وعلى الأقل فرض شلل على ـ المعسكر الآخر إن فكر بمواجهة التنين الصيني.

انتقلت الصين في أواخر حقبة الزعيم المحرر والمؤسس الكبير ما وتسي تونغ إلى آليّة السوق وآلية التخطيط الاشتراكي – الرأسمالي المختلط، بغية المراهنة على نقل البلاد إلى حالة الازدهار الذي يُمكّنها من ديمومة قاعدتها الصناعية والدفاعية، لا سيما وأن الصين كانت دولة نووية منذ الستينات وتجري تجاربها التحت أرضية، لكنها وإن كانت حينها متطورة بسبب علو شأن مصانعها واختراعاتها، إلا أنها كانت ترغب بسد النقص في الحاجات المادية للسكان، واحتياجاتهم اليومية والاستراتيجية، بسرعة، وهو ما كان ليتحقق بومضات فلكية سوى بخلط ما بين السوقين الاشتراكي والرأسمالي في بوتقة واحدة مبدعة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي يقبض على دفة السفينة الصينية بقوة ويحافظ على اتجاهاتها الفكرية والفعلية.

استفادت الصين من اقتصاد السوق بتحويل العالم صوبها، وحسّنت من قدراتها المحلية والدولية، وفرضت توجهاتها العالمية، ونالت إعجاب الأمم والشعوب، وأكدت ـ بتجربتها ـ قدرتها على المحافظة على الاشتراكية في وقت واحد مع المحافظة على ديمومة الإنتاج الرأسمالي غير العشوائي، بل الذي تهيمن على مسيرته الدولة ومصالحها، ومنعاً للفساد والإفساد المادي والروحي وغيره في المجتمع وفي كادر القيادة.

في زيارتنا الى الصين، بدعوة مشكورة ومقدّرة عالياً لقيادة الحزب الشيوعي الصيني، وعلى رأسها الرفيق والأخ الأمين العام للحزب ورئيس الدولة شي جين بينغ لاتحادنا الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، برئاسة المؤسس ورئيس الاتحاد الزميل مروان سوداح الذي أشرف مباشرة على وفدنا العربي الدولي وترتيب الدعوة، لاحظنا مدى التطور الصيني بوتائره العالية جداً والتي تعني وجود فرق حضاري شاسع بيننا وبين الصين المتطورة، وعدم وجود سلع من الطراز الثالث أو الخامس في أسواقها المحلية، كما هو حال سلع في أسواقنا، يستجلبها تجارنا لمزيد من الأرباح وتشويه سمعة الصين اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وهو يعني نجاحاً للاشتراكية الصينية الملونة.

ملاحظاتنا في الصين كانت عميقة، فقد كان لنا تجوال في مختلف المواقع والأماكن وجس نبض الشارع والمجتمع، حيث فتحت قيادة الحزب أمامنا أبواب الصين على مصاريعها، ولم نلحظ أبداً خفوت بريق الاشتراكية بألوانها الصينية، بل على العكس من ذلك، تواصل التأييد لها ونبذ قيم العالم الرأسمالي، فقد بقي الصينيون يعتمدون على أساليبهم الوطنية والنفسية والاجتماعية والمادية في أعمالهم وسلوكياتهم، مما عزّز مسيرتهم وتأثيرهم وجذب العالم إليهم، إذ أنهم استفادوا من مختلف التجارب الاشتراكية التي سبقتهم ورافقتهم على حد سواء، وخرجوا من دراساتهم لها بجديد الإصلاح والانفتاح ضمن محددات فكرية وأيديولوجية، تنسحب على واقع تطورهم الاقتصادي والمحافظة على أنماط تفكيرهم..

#الشيخ محمد حسن التويمي: مسؤول متابعة الإعلام والصحافة الصينية والإعلام الاجتماعي الصيني والإسلام والمسلمين في #الصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.