موقع متخصص بالشؤون الصينية

الاستثمارات.. الأُردن والصّين

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
فادي زواد السمردلي:*

الصين وخلال السنوات القليلة الماضية، قفزت إقتصاياً لتكون في المرتبة الثانية على مستوى العالم، إن لم تكن الاولى، وهذا يدعونا في الأردن إلى زيادة منسوب الانفتاح على الصين، وتشجيع الاستثمارات الصينية، للاستفادة من هذة القوة الصينية الاقتصادية الهائلة.

العلاقات مع الصين والتي نحتاجها في الأردن حاجتنا إلى الماء والغذاء،  يمكن بل ويجب أن تشمل تفعيل وتعميق الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية إلى أقصى حد ممكن، وضرورة امتدادها إلى غيرها من ألوان الشراكات الاستراتيجية.

الشراكة الاستراتيجية مع الصين كانت قد وضعت قاعدتها في وقت سابق، ما بين جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وسيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ، على أساس توافق المصالح المشتركة بين الدولتين والشعبين، ومن أجل مزيد من الازدهار الاقتصادي.

ففي العام الماضي احتفل البلدان بالذكرى الأربعين لقيام العلاقات الدبلوماسية بينهما، حينها أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية إتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين الأردن والصين، والتي وقّعت في العام 2015، وأعرب جلالته عن تطلعه لمواصلة تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين  بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
كما أكد جلالته أن الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية “ستبقى أولوية للبلدين”، من خلال البناء على ما تحقق من تعاون في قطاعات متعددة منها الصخر الزيتي، والطاقة المتجددة، والبُنية التحتية، والتكنولوجيا، والاستثمار، وتوسِعة التبادل التجاري.

نحن في الأردن نناشد الحكومة الأردنية والجهات الأخرى المسؤولة عن ملف الاستثمار، أن تعمل على تحفيز الاستثمار الصيني “الأوسع و الأشمل”، وأن يتم استقطاب العقول الصينية وتشجيعها لتنشيط وتطوير قطاع الصناعة وقطاع الطاقة، بالإضافة للقطاعات الأُخرى اللازمة لنا، لا سيّما بعد أن وصلت الصين إلى مرتبة متقدمة وقيادية في العالم، وصارت بضائعها منافسة عالمياً من حيث الجودة والكلفة وسعر البيع، فها هي الأجهزة الكهربائية المنزلية، والكمبيوترات، والأجهزة الخلوية والسيارات الصينية تغزو العالم، بالإضافة الى صناعات دقيقة وثقيلة أخرى، منها الطائرات بدون طيار، والقطارات الفائقة السرعة، والأقمار الصناعية، أما في مجال الطاقة فقد تربّعت الصين على عرش العالم في الطاقة المتجددة، لكونها تمتلك أكبر محطات طاقة في العالم، ومن هنا علينا استقطاب الاستثمارات الصينية “الأوسع والمتميزة” كذلك، ليس في هذه القطاعات حصراً، بل وفي مجال الاتصالات، السياحة، التعليم، والصحة، ولكن كيف سيتم جذب هذه الاستثمارات؟

أقول، لجذب هذه الاستثمارات باتّساع وهو ما نحتاجه الآن بالذات، لا بد للحكومة وأصحاب القرار الرسمي، من اتّخاذ قرارات أنجع في ملفات محددة أولاً، منها:

1/ تبسيط حقيقي  للإجراءات “الروتينية” للمستثمر الصيني بخاصة، رغبة منّا ببناء مشاريع فاعلة، ولتحفيزه وتوفير أجواء له لنمو استثماراته في البلاد.

2/ أن يتم توفير نسب ضريبية مخفّضة للمستثمر الصيني والمشاريع الصينية بموجب إتفاقيات خاصة.

3/ تخفيض حقيقي أو إلغاء النّسب الجمركية للمعدات والأدوات ومستلزمات المشاريع الصينية.

4/ حماية الاستثمارات الصينية بوجوه مختلفة وفاعلة، يَعرفها ويُدركها صاحب القرار وكوادر تنفيذ القرار.

ومن محفّزات الاستثمارفي الاردن، توفّر الاستقرار السياسي والمناخ الشعبي؛ وهذه بالذات هي الأكثر جذباً للاستثمارات، بالإضافة الى الموقع الاستراتيجي الذي يتميز به الأردن تراباً ومياهاً وموقعه المتوسط على أرضه بين الأحلاف والمعسكرات الدولية.

الانفتاح على التنين الصيني أصبح المطلب الوطني والشعبي الأول، للاستفادة من تجربة الصين في التطوّر الاقتصادي، في مختلف الفضاءات، وبهدف الارتقاء بالوطن وعلاقاته الدولية الفاعلة والمفيدة لدولتنا وشعبنا، ولتخفيض نِسب البطالة، والتي بدأت بالارتفاع خلال الفترة الأخيرة.

 #فادي_زواد_السمردلي: ناشط إجتماعي وسياسي وعضو في الهيئة الاردنية للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.