موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصّين وصَفقة القَرن.. الصّين صِينُنا

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
تسنيم الفرا*

الصين كانت وما زالت كما عَهدَتها الشعوب العربية، تقف بلا توقف ولا تأفف إلى جانب الحق والعدل والشرعية الدولية والقانون الدولي، كيف لا وهي منذ نشأتها الداعم القوي للقضايا العربية العادلة وحقوقنا المشروعة، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه ووطنه الذي اغتصب منه، وها هي الصين ما فتئت مسانِدة له لاستعادتها.

فما هو موقف الصين من هذه الصفقة التي تسمّى صفقة القرن؟

الصين موقفها عقائدي ثابت يَسند قوتها كعضو في مجلس الأمن للأمم المتحدة، والصين مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. الصين مع الشرعية الدولية.. ولن تحيد عن هذا المبدأ، فإن كانت صفقة القرن ضمن الشرعية الدولية والقانون الدولي، فالصين ستؤيدها وستدعمها بكل قواها السياسية والاقتصادية، وإن كان العكس من ذلك، فليس في مصلحة الصين أن تكون مع هذه الصفقة، وليس ضمن مبادئها ولا في قاموسها السياسي والعقائدي الاشتراكي.

ونثق بأن الصين لا تريد أن يُفرض على الشعب الفلسطيني ما لا يريده هذا الشعب وبخاصة في كل ما يهضم حقوقه، لأن الصين تعلم أنه لو أن العالم بأسره أراد أن يُمرّر هذه الصفقة وفَرضِها على الشعب الفلسطيني، لما تمكّن هذا العالم أبداً من فرضها ولو على فلسطيني واحد. فالفلسطينيون لن يخضعوا لِمَا سيُفرض عليهم لتجريدهم من حقوقهم وكيانهم السياسي والشخصي حتى، ولن تمر هذه الصفقة التصفوية للقضية الفلسطينية، لكونها غربية وصهيونية محض من ألفها الى يائها، ومحاولة مكشوفة ومفضوحة لتصفية كيان شعب فلسطين وللنيل من أعدل وأقدم قضية سياسية لشعب في هذا العالم.

الصين الدولة القوية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعقائدياً، نثق بأنها ستستمر في كونها الداعم القوي والمباشر للشعب الفلسطيني، كيف لا والصين ومنذ قيام منظمة التحرير الفلسطينية وهي المساند الأقوى للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وبخاصة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة على تراب فلسطين السليبة.

والصين إذ تقف دوماً مع الشرعية الدولية والقانون الدولي، تصر على تطبيق قرارات وتوصيات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، الخاصّة بشعب فلسطين الصغير والأعزل، وكانت الصين على الدوام وما زالت تنادي إلى تطبيق قرارات المنظمة الدولية الخاصة بالشعب الفلسطيني، ولكن هَيهات مَن يَسمع، فهذا العالم مايزال بمجمله عالم الفساد الاستعماري وسطوته، التي  نتطلع الى إضعافها والتخلص منها في نظام التعددية القطبية.

ومِثال واحد آخر من طرف آسيا على دعم الصين لقرارات الشرعية الدولية والقانون الإنساني، هو القضية الكورية، فكوريا الديمقراطية هي الحليف القوي والجار الصادق الصدوق للصين تاريخياً وقومياً وسياسياً، وكم قرار إتّخذ ضد كوريا الديمقراطية في أروقة الامم المتحدة ولم تستخدم الصين حق النقض لإفشالها، وكانت تستطيع ذلك بكل سُهولة ويًسر، لكونها من الدول الخمس التي لها حق النقض “الفيتو”، والى ذلك هي ثلث تعداد البشرية.

يَعود السبب في عدم استخدام الصين لحق النقض “الفيتو”، هو احترامها للشرعية الدولية والقانون الدولي ورغبتها بتطبيقها على الجميع، حتى ولو كان هذا القرار موجهاً ضد حلفائها، لكن الغرب برمته لا يَسلك هذا الموقف، ويخالف القرارات الدولية ليلاً ونهاراً وساعة بعد أُخرى، وفقاً لمصالحه التي لا مكان فيها للمبادىء أو العقائد أو مشاعر إنسانية.

الصين هي صين المبادئ.. صين العدل.. صين المساواة والفُرص للجميع في الحياة والعمل والتشريعات.. صين القوة الاقتصادية والعسكرية المرفقة بمنهج إنساني.. صين السياسة الهادئة وبُعد البَصيرة.. صين المحبة بين الشعوب كبيرها وصغيرها.. وليس أخيراً صين الحرية والكرامة.

  نعم هذه هي الصين كما هي.. هي صيننا أيضاً.

ـ #تسنيم_الفرا: شاعرة وكاتبة وناشطة في هيئة الاتحاد الدولي للصحفيين و#الكتّاب #العرب #أصدقاء #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.