تعليق: استعداد البحرين لاستخدام” هواوي” في 5G من الاتصالات .. هل بدأ كبح الحائط الأمريكي؟
صحيفة الشعب الصينية:
تستعد شركة اتصالات البحرين بتلكو لإطلاق شبكات الهاتف المحمول 5G في سوق الاتصالات المحلية بحلول شهر يونيو من هذا العام، ويستخدم بعضها تقنية هواوي الصيني متجاهلة ما تدعيه الولايات المتحدة بأن معدات هواوي قد تؤثر على الامن القومي، وفقا لتقرير لرويترز في 26 مارس الجاري.
قال كمال أحمد وزير المواصلات والاتصالات حول ” القلق ” في الولايات المتحدة:” طالما أن التكنولوجيا تفي بمعاييرنا، فلن نقلق في هذه المرحلة”. مضيفا، يمثل إطلاق شبكات 5G علامة فارقة في البحرين.
أن أثر الانخفاض الأخير في أسعار النفط على الاقتصاد البحريني جعل الاخيرة تتطلع الى تحفيز النمو الاقتصادي من خلال الاستثمار في التكنولوجيا. وقال كمال أحمد إن البحرين فخورة بحصولها على شبكة 5G ويتوقع أن تصبح البحرين واحدة من أوائل الدول في شبكة 5G على مستوى العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن البحرين ليست “الحليف الرئيسي من خارج الناتو” للولايات المتحدة في الشرق الأوسط فقط، ولكن أيضًا البلد الذي توجد فيه القيادة المركزية للقوات البحرية والأسطول الخامس الأمريكي.
أشار كمال أحمد إلى أن حكومة البحرين لم تفرض أي قيود على الشركات الأجنبية التي تقدم شبكة 5G، ويمكن لمشغلي الهواتف المحمولة اختيار الشركة التي يرغبون في التعاون معها.
وبالإضافة إلى البحرين، تتعاون العديد من شركات الاتصالات في دول الخليج مع شركة ” هواوي”. وأعلنت أكبر شركة اتصالات في الامارات في معرض مؤتمر الاتصالات الدولي المُنعقد في برشلونة، أنها ستستخدم منتجات هواوي في شبكتها للجيل الخامس على مستوى البلاد. ووقعت شركة فيفا البحرين، وهي وحدة تابعة لشركة الاتصالات السعودية الحكومية اتفاقية الشهر الماضي لاستخدام منتجات هواوي في شبكتها للجيل الخامس، كما تعمل عدة دول خليجية بتقنية هواوي.
تشهد قائمة البلدان المستخدمة لتقنية هواوي تزايدا مستمرا. وقال هو شوان نائب رئيس شركة الاتصالات الكورية الجنوبية LG U+ في وقت سابق أن شركة ” هواوي” تخطط للقضاء على مخاوف المجتمع الكوري بشأن مشكلة أمن منتجات هواوي في شبكتها للجيل الخامس من خلال مرورها لمعايير التفتيش المعترف بها دوليًا. وقال إن شركة هواوي تقوم حاليًا بتوريد المنتجات إلى أكثر من 170 دولة حول العالم، وحتى الآن، لم تثر أي دولة مشكلات أمنية بالنسبة لمنتجات.
عبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن شعورها بأنه من الصعب على الولايات المتحدة إقناع الدول الأخرى بقمع هواوي. وقالت صحيفة “نيو أوسنابروك” الألمانية في27 مارس الجاري، أن اوروبا لا يمكنها تغيير بصمات الصين في العالم خلال العقود القليلة المقبلة، وليس لديها أي سبب للخوف من الصين وعليها قبول بعض الشركاء لاحتضان الصين. ويجب على الولايات المتحدة أن تسمع لهذه الكلمات بعناية أيضا.
ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة ترفض التخلي عن عقليتها. قال إلين لورد، نائب مدير المشتريات والدعم اللوجستي في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن رفض أوروبا اتخاذ إجراءات ممارسات ضد هواوي تسبب ” مخاوف كبيرة”، لكنه نفى أن جهود الإقناع قد فشلت وستواصل التفاوض مع بريطانيا وألمانيا. وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الناتو سيجتمعون في واشنطن الأسبوع المقبل، مما سيوفر فرصة جديدة للولايات المتحدة لمواصلة إقناع هذه الدول الأوروبية. ولكن الحقيقة هي أنه على الرغم من أن أوروبا ترى الصين بشكل متزايد كمنافس، إلا أنها تأمل في مواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية معها.
وقالت صحيفة (نيهون كيزاي شيمبون) الاقتصادية يوم 27 مارس الجاري، أن المواقف المختلفة في قضية هواوي تصبح فتيل صراع جديد بين أوروبا والولايات المتحدة بالإضافة الى المواجهة التجارية الأخرى بين الجانبين. وأن تصور الولايات المتحدة للشركات الصينية كتهديد أمني يزداد قوة. وأن عدم استبعاد الاتحاد الأوروبي منتجات هواوي تمامًا في الوقت الحالي، قد يزيد من تدهور العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في عددها 27 أن الولايات المتحدة قالت إن هواوي تمثل تهديدًا، لكن الحلفاء الأوروبيين لا يثقون بذلك، وأصدر المسؤولون العسكريون والمشرعون الأمريكيون تحذيراً في هذا الصدد، وأن هذا الموقف المختلف سوف يقوض حلفائهم وأمنهم الجماعي على المدى الطويل.
وفي الوقت نفسه، “دخلت العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي حقبة جديدة.” وقالت محطة تلفزيون الأخبار الألمانية التي أدلت بهذا التعليق في 27 مارس الجاري إنه على الرغم من الاختلافات في بعض المجالات، على عكس الولايات المتحدة، يفضل الاتحاد الأوروبي وضع العلاقات بين أوروبا والصين عبر الواقعية والمعاملة بالمثل. وقد انضمت ايطاليا إلى مبادرة “الحزام والطريق” متجاهلة التحذيرات، كما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أيضًا أن الاتحاد الأوروبي سيلعب دورًا نشطًا فيها. وقالت إيفا بيجيسوفا، باحثة كبيرة في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية: “زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الى أوروبا هي بتأكيد ناجحة. لنواجه الواقع.”