موقع متخصص بالشؤون الصينية

خبراء صينيون: مناهضة العولمة التي تتبناها الولايات المتحدة محكوم عليها بالفشل

0
قال خبراء إن إجراءات مناهضة العولمة التي تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتعارض مع التيار التاريخي وإنها تمثل الاتجاه المعاكس لمسار التاريخ ومحكوم عليها بالفشل.

ورغم أن المجتمع الدولي يعترف على وجه العموم بأن العولمة هي تيار التنمية، تجاهلت الولايات المتحدة القواعد الدولية ذات الصلة في السنوات الأخيرة، مثلا، انسحبت من اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، والاتفاق النووي الإيراني، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وقال روان تسونغ تسه، نائب الرئيس التنفيذي للمعهد الصيني للدراسات الدولية، إن التيار العالمي يتقدم باتجاه التعددية، وإن اهتمام الولايات المتحدة فقط بمصالح ذاتية أنانية والتأكيد على “أمريكا أولا” أصبح غير ملائم بشكل متزايد لاتجاه العولمة.

وقال روان خلال مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي “تغادر الولايات المتحدة كما تشاء. فهل تتعامل بجدية مع جهود الحوكمة العالمية وأين تضع احترامها الواجب إزاءها؟ إن كل تحركاتها كتلك تتعارض مع العولمة، وتتعارض مع اتجاه التنمية العالمية. إن الولايات المتحدة تضع مصالحها الذاتية قبل كل شيء. إنه تفكير يتسم بفائز واحد، حيث تريد الولايات المتحدة أن تفوز بينما يجب تهميش الآخرين. وهذا يتعارض مع الاتجاه التاريخي للعولمة”.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، منظمة أبحاث أمريكية، أن التعريفات الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة في عام 2018 على الدول الأخرى والإجراءات المضادة التي اتخذتها البلدان الأخرى قد عرضت الاقتصاد الأمريكي لخسائر بقيمة 7.8 مليار دولار الأمريكي.

وفي عام 2018، انخفضت الإيرادات الصافية للمزارعين الأمريكان بنسبة 16% على أساس سنوي. وفي الربع الأول من العام الجاري، انخفض الإنتاج الصناعي الأمريكي بنسبة 2.1% على أساس سنوي.

وخفضت منظمة التجارة العالمية توقعاتها لنمو التجارة العالمية هذا العام من 3.7% إلى 2.6%، بسبب عدم اليقين الاقتصادي.

وأشار الخبراء إلى أن الولايات المتحدة لا تعبث بالقواعد الدولية ذات الصلة فقط، ولكنها تضر أيضا بمصالحها الخاصة.

وقال لي وي، مدير معهد دراسات أمريكا وأوقيانوسيا التابع لوزارة التجارة الصينية، خلال مقابلة أخرى مع تلفزيون الصين المركزي “إن مناهضة العولمة التي أطلقتها إدارة ترامب هي في الواقع لا تتفق مع الاتجاه العالمي المتمثل في التنمية والانفتاح والشمول والتقدم. إنها لا تتعارض مع رغبات مختلف الاقتصادات التي تطمح في التنمية فحسب، بل تلحق الضرر أيضا بالائتمان الوطني للولايات المتحدة، وبالتالي، فإنه محكوم عليها بالفشل”.

وفي حين تسير الولايات المتحدة على طريق مناهضة العولمة، تظل الصين تبذل ما في وسعها لدعم العولمة مع الشعور بالمسؤولية وتدفع تشكيل نمط جديد من الانفتاح رفيع المستوى، بموقف بان للسلام العالمي ومساهم في التنمية العالمية وحام للنظام الدولي.

وفي عام 2018، قامت الصين بتخفيض تعريفاتها أربع مرات، وتوسيع الواردات بقيمة تريليوني دولار أمريكي وتبنت حزمة من 11 إجراء لتوسيع الانفتاح المالي. وفي مارس هذا العام، أقرت قانون الاستثمار الأجنبي.

وأضاف روان “تقف الصين على الجانب الصحيح للتاريخ وتتماشى مع تيار النمو التاريخي. تلتزم الصين حاليا بحزم بالتعددية. وفي أي قضية، نتناقش مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول للمشاكل، ونلتزم معا بالقواعد المعنية والاتفاقيات التي تم التوصل إليها”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.