موقع متخصص بالشؤون الصينية

“سلاح متطور .. غصن زيتون .. ابتسامة شي” .. 3 رسائل قوية في العرض العسكري الصيني بالذكرى السبعين

0

 

تنويه: نشرت صحيفة الشعب الصينية اليومية بالأساس هذا النص على موقعها باللغة الصينية، وينشر موقعنا النص  باللغة العربية بإذن من إدارة القسم العربي لصحيفة الشعب

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
بكين ـ محمود سعد دياب

لم يكن في مخيلتي يومًا أن القدر سوف يكتب لي حضور عرض عسكري في حياتي الصحفية، وأن تكون المرة الأولى لي في عرض بهذا الحجم الضخم من التطور، إنه عرض جيش التحرير الشعبي الصيني، الذي تم في صباح يوم الثلاثاء الماضي الأول من أكتوبر 2019، احتفالا بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث مرت تشكيلات تجاوز عددها قرابة 15 جندي ميدان تيان آن من بخلاف تشكيلات الضباط والمدنيين كي يصل العدد الإجمالي 100 ألف شخص.

الجيش الصيني والجيش المصري

إذا رجعنا للتاريخ، فسنجد أن الجيش المصري هو أقدم الجيوش على وجه الأرض، فمنذ 7 آلاف سنة كان هناك جيش يدافع عن الأرض ضد الغزوات والاعتداءات الخارجية، ولا يزال هذا الجيش الأقوى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وسوف يظل كذلك مهما تكررت محاولات الغرب كسره، وبعدما شاهدت مدى تطور الجيش الصيني أستطيع الجزم بعد مقارنات عقدتها مع الجيوش الأخرى، بأنه سيقفز في المستقبل القريب ليصبح الجيش الأول في العالم من حيث تعداد الجنود وقوة الأسلحة وقدرتها على الردع، متخطيًا الجيشين الأمريكي والروسي.

 

ولن ينتظر العالم كثيرًا حتى عام 2049 حتى يرى الجيش الصيني أقوى جيوش العالم، وهو موعد مئوية تأسيس جمهورية الصين الجديدة، وعندما يحين هذا الوقت سوف تجده كما عهدناه جيشاً قوياً شرساً ضد الأعداء يحمل في يده سلاحاً متطوراً في يده اليمني ومحب للسلام يحمل وردة وغصن زيتون في يده اليسرى، ولعل تلك الرسالة كانت واضحة للجميع في العرض العسكري، حيث ترافق مع إظهار القوة العسكرية والتقدم التكنولوجي في التسليح، مع عرض تشكيل من قوات حفظ السلام الدولية الصينية، وذلك لأول مرة في أي عرض عسكري، وهي رسالة تعبر عن أن تلك الأسلحة لن تستخدم إلا ضد من يحاول الاعتداء على أراضيها ويتدخل في شؤونها الداخلية، فالأرقام تؤكد أن الصين أرسلت أكثر من 40 ألف شخص إلى 24 عملية لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من عام 1990، قضى خلالها 13 جنديا نحبهم في خط المواجهة للعمليات، فيما يعمل حاليا أكثر من 2500 من قوات حفظ السلام الصينية في سبع مناطق للبعثة وفي مقر الأمم المتحدة، التي أشادت بالقوات الصينية بصفتها “عاملا رئيسيا” في حفظ السلام، وأكبر مساهم بقوات حفظ السلام بين الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي.

فهو جيش لم يحمل السلاح غازيًا يومًا ما ولم يذكر التاريخ احتلاله أي دولة حتى دول الجوار، ولعل تلك الفلسفة ظاهرة بوضوح في فكرة إنشاء سور الصين العظيم الذي بناه الصينيون القدماء لحماية أنفسهم من شر الاعتداءات الخارجية، ولو كانوا شعباً محباً للاعتداء على الجيران واحتلال الدول كانوا اكتفوا بتأمين بسيط لأن سيطرتهم مبسوطة على الجيران الأقوياء بالفعل، ولكن هذا لم يحدث.

ولعل من دواعي سروري أن هناك علاقات وتعاوناً عسكرياً بين مصر والصين في عدة مجالات معلنة وغير معلنة، كقوة ضغط ضد النفوذ الغربي، كانت أكبر مشاهدها مشاركة فرقة عسكرية مصرية مكونة من 81 ضابط وجندي، في العرض العسكري الذي تم بنفس المكان “ميدان تيان آن من”، أغسطس 2015 بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت مصر كذلك هي الدولة العربية والشرق أوسطية بل والإفريقية الوحيدة التي شاركت بقواتها في هذا العرض التاريخي.

وقد سبقها بأيام زيارة قوة من سلاح البحرية الصينية رقم 152 التابعة للأسطول الشرقى الصينى بقيادة نائب قائد الأسطول والمكونة من 3 سفن حربية ميناء الإسكندرية حيث تم تنفيذ تدريب بحري مشترك بين عدد من وحدات القوات البحرية المصرية والسفن الحربية الصينية أثناء مغادرة الوحدات الصينية لميناء الإسكندرية، تلاها زيارات متبادلة بين قادة الجيشين، ثم تدريب أخر شهر أغسطس 2019 بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط في الإسكندرية شاركت فيه قطع بحرية مصرية مع المدمرة الصينية (XIAN-153)، على مجابهة التهديدات غير النمطية بواسطة اللنشات السريعة المعادية، وكذلك التدريب على أساليب مكافحة الإرهاب والقرصنة بالبحر.

لم يدر في خاطري أن الجيش الصيني تطور بهذا الشكل الكبير، للدرجة التي جعلتني ان أطمئن بأنه هناك من يستطيع ردع التكبر الغربي، ومساعيه لتدمير الدول وتقسيمها واحتلالها بشكل مباشر أو غير مباشر، والهدف دائمًا نهب الثروات والاستمرار في التحكم في قدرات البلاد والعباد، خصوصًا بعدما شاهدت بعيني الأسلحة المتطورة التي كشف عنها العرض العسكري، والتي طورتها الصين نفسها بالاعتماد على نفسها دون اللجوء إلى التكنولوجيا الغربية، وهو الأمر الذي يسعى له الجيش المصري أيضًا عندما قرر عدم الاعتماد على الغرب وتنويع مصادر السلاح بعدما ظنت واشنطن أن قطع المعونة العسكرية التي كانت تستلمها مصر سنويًا بموجب اتفاقية السلام الثلاثية مع إسرائيل سوف يصيب جيش مصر بالشلل.

 

جرائم الغرب

باختصار شديد، إن تطور الصين وصعودها سلم الريادة العالمية، واكتسابها قوة عسكرية واقتصادية ونفوذاً سياسياً دولياً، أمر يجب أن يسعد جميع شعوب العالم النامية، خصوصًا في منطقتنا العربية والإفريقية، لأن ذلك أمر من شأنه أن يحافظ على الأمن والسلم الدوليين، وينهي سياسة القطب الواحد، وتحكم معسكر الغرب في مقدرات الدول بهذا الشكل الاستعماري البغيض، فكلنا تابعنا ماذا فعل جورج سورس صاحب الأكاديمية الدولية للتغيير في دول النمور الأسيوية في نهاية التسعينات، حيث قضى ذلك الرجل وهو أداة الغرب على تلك الدول في لحظات وجعل بورصاتها تنهار في أقل من أيام، ولا تزال دول منها حتى الآن لم تتعاف من تلك الصدمة، وماذا فعل الشخص نفسه في الثورة البرتقالية في أوكرانيا، لتدمير تلك الدولة، وماذا فعلت أدوات الغرب الأخرى في أزمة يوغوسلافيا وحرب كوسوفو والبوسنة والهرسك، وحرب أفغانستان الأولى في السبعينات والثانية 2001، والعراق 2003 وسوريا والعراق وليبيا 2011، بالإضافة إلى الثورة الملونة في فنزويلا وهي نسخة بالكربون لما حدث في أوكرانيا سابقًا وما يحدث حاليًا في هونج كونج، كلها حلقات مترابطة والجاني واحد هو الغرب الذي يأتي بعد كل ذلك بكل بجاحة ويتهم الأيادي الصينية الممتدة لدول العالم النامية بالسلام والتنمية بأنها طريقة جديدة للاستعمار.

 

المبتسم دائمًا

لن اكون منافقًا عندما أقول أنني كنت من المحظوظين لأنه توافرت لي الفرصة للحضور في ميدان تيان آن من، ومشاهدة العرض العسكري والرئيس شي جين بينج يلقي كلمته ويسير وسط الجنود، والغريب أن الابتسامة لم تغادر وجهه حتى عندما حاول أن يكون صارمًا وهو يتبادل التحية العسكرية مع الجنود والضباط الذين تراصوا أمام القطع الحربية الحديثة من الميدان وعلى مرمى البر في شارع جوانشانج الغربي الذي يفصل بين المدينة المحرمة والميدان لا تجد نهاية لتلك الأسلحة، كانت الابتسامة تسلل إلى وجهه وملامحه التي تشير إلى أنه رجل متواضع، متشبع بالمبادئ الاشتراكية ويشعر أنه وهو رئيس لثاني أكبر دولة في العالم، لا يزال واحداً من أفراد الشعب العاديين، ولعل تلك الرسالة فهتمها من البزة البسيطة التي ارتداها في تلك المناسبة المهمة وهي التي يرتديها العمال في المصانع والمحاجر ونفسها التي ارتداها من قبله الزعيم ماو ومعظم زعماء الصين.

 

هذا الرجل لم أراه عابسًا قط منذ أن اعتلى سدة الحكم في الصين حتى الآن في كل الصور والفيديوهات التي شاهدتها، حتى عندما رأيته وجهًا لوجه في المؤتمر الصحفي بنهاية فعاليات منتدى الحزام والطريق إبريل الماضي، ورغم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، إلا أنه عندما رأيته في لقاء جمعه مع الرئيس دونالد ترامب كانت الابتسامة العريضة تعلو وجهه.

 

ابتسامة تحدٍّ وأمل

حقيقة أعتقد أن سر ابتسامة هذا الرجل الدائمة، هو ثقته الكبيرة بنفسه، وقدرات شعبه وقيادات الحزب الشيوعي والحكومة على تجاوز كل الصعاب، فهو يبتسم والأوضاع مشتعلة في هونج كونج مع قلة غير واعية تطالب بالانفصال، يبتسم ونظيره الأمريكي يهاجم بلاده كل فترة ويتوعد بعدم إنهاء الحرب التجارية، يبتسم والأزمات كما هي في تايوان ومكاو في ظل مساعي الغرب الحثيثة لمنع بلاده من بسط السيطرة وتنفيذ القانون على أراضيها، يبتسم وأمريكا تحتضن من يهاجم باستمرار ويدعو لانفصال التبت، يبتسم ودول أخرى تحتضن من يسعون لانفصال شينجيانج بحجة اضطهاد قومية الأويغور المسلمين، وفي رأيي أنها ابتسامة تحدٍّ وأمل في نفس الوقت أن يستطيع تخليص الأمة الصينية من تلك المشاكل التي تعتبر رواسب ونتائج لما تعرض له الصينيون على مدار قرنين ونصف تقريبًا.

 

هدية السماء

شي باختصار هو هدية من السماء ليس إلى الشعب الصيني فقط، ولكن إلى جميع شعوب الدول النامية والفقيرة في العالم، وفي نظري هو قائد عظيم أنجبته الصين، وتوافرت له ظروف لم تتوافر للزعيم ماوتسي تونج هو ورفاقه أصحاب الثورة على التبعية الغربية وامتلاك القرار الاقتصادي والسياسي، أو الزعيم دنج شياو بينج صاحب سياسة الإصلاح والانفتاح، فرصة جاءته وسط تقدم اقتصادي وريادة تكنولوجية تنافس الدول الكبرى، استغلها باستدعاء التاريخ واستخدام سر نجاح الصينيين في التواصل مع العالم، وهو طريق الحرير القديم الذي قدمه في قالب حديث أسماه مبادرة الحزام والطريق بهدف تسهيل حركة التجارة ومساعدة البلدان الفقيرة والنامية في رفع مؤشراتها الاقتصادية وتحقيق رفاهية شعوبها، وفي النهاية تحقيق منفعة مشتركة لجميع الأطراف دون احتكار طرف بالمنفعة دون الأخر كما دأب الغرب خلال سنوات الاستعمار البغيض في القرنين الثامن والتاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ذلك الاستعمار المستمر حتى الآن بوسائل وأدوات أخرى.

هذا الرجل منذ ان جاء رئيسًا للصين عام 2012، جهد لأن يحقق تلك الطفرة الهائلة، ويوفر للشعب الصيني ذلك المستوى من الرفاهية وفرص العمل المتعددة التي منحتهم الفرصة لجني الكثير من الأموال وتحقيق قفزة في مستواهم المعيشي، مع تطوير التعليم ورعاية المنح الدراسية للطلاب الصينيين في الجامعات المشهورة بالخارج، بهدف بناء مواطن مثقف متطور المهارات لديه اكثر من لغة يستطيع مساعدته في بناء النهضة المنشودة.

 

مكافحة الفساد

فقد عمل على مستويين أولهما إحداث نهضة شاملة مثل تطوير التصنيع وزيادة الإنتاج الزراعي واستزراع الصحراء، والتوسع في استخدام التكنولوجيا ورفع المؤشرات الاقتصادية بكل الطرق، مع مراعاة البعد الاجتماعي بمكافحة الفقر وتوفير معاشات كريمة لكبار السن مع دعم التعليم والصحة من خلال نظام الضمان الاجتماعي، وثانيهما مكافحة الفساد وضربه على أيادي الفاسدين بيد من حديد، حيث لم يلتفت إلى قوة ونفوذ الفاسدين وقرر أن يكون صادقًا مع نفسه وشعبه الذي اختاره رئيسًا، فألقى بهم في السجون وأعلن ذلك للعامة حتى يتعظ الجميع، والمثير لإعجابي شخصيًا أن جهود محاربته للفساد طالت مؤسسة الجيش أقوى مؤسسة في أي دولة.

 

معجزة الشرق

عظمة المعجزة الصينية كانت ظاهرة في العرض الشامل بعد انتهاء العرض العسكري، في ميدان “تيان آن من”، وقدمت باستخدام التكنولوجيا والمجسمات الضخمة، تفاصيل المسيرة التاريخية التي تقطعها الأمة الصينية العريقة نحو النهوض، حتى يعود الشعب الذي يمثل خمس سكان العالم إلى المسرح العالمي مرة أخرى مغيرًا مركز القوة من الغرب إلى الشرق أو على الأقل إحداث توازن بين الغرب والشرق بما يعود بالفائدة على الدول النامية والفقيرة، التي ستسفيد من الصعود الصيني المتنامي بشكل أو بأخر، أقلها جهود التنمية وتطوير البنية التحتية التي تتم في دول إفريقية وأسيوية وأوروبية.

 

التربية على حب الوطن

ولعلي كنت محظوظًا مرة ثانية، عندما اكتشفت أن مقعدي في الصفوف الأمامية، حيث كان بإمكاني رؤية العرض والقطع العسكرية ومسيرات المدنيين، وكان بجواري أيضًا فرقة الموسيقى العسكرية، خلفها قرابة 2000 بنت وفتاة من المرحلتين التعليميتين الإبتدائية والإعدادية يرددون أغاني وطنية ولكل مجموعة منهم قائد يعتلي منصة كبيرة مثل قائد فرقة الأوركسترا في دار الأوبرا، وهنا أدركت سرّ حب الصينيين لوطنهم إلى هذه الدرجة، وذلك بتدريب أبنائهم على حب الوطن منذ الصغر، والسماح لهم بحضور مثل تلك الفعاليات التاريخية المهمة التي يتواجد فيها رأس الدولة وقياداتها، ما يعزز قيمة الولاء والانتماء بداخلهم، وهي القيمة التي وجدتها عند كبار السن ممن كانوا يجلسون بجواري وحولي، حيث لم يكفوا عن الصياح وترديد الأغاني الوطنية مع الموسيقى العسكرية رافعين أعلاماً صينية صغيرة، وذلك لمدة سبع ساعات متواصلة تقريبًا هي مدة العرض تحت أشعة الشمس الحارقة.

فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أكثر من مليوني مواطن حضروا الاحتفالية في تنظيم بديع ووجد كل منهم مقعده بحيث يستطيع رؤية العرض مثل فكرة مدرجات ملعب كرة القدم، مع اكثر من 100 ألف مشارك في العرض ممتزجة مع الموسيقى العسكرية ما جعل الميدان يتزلزل مع الصيحات الجماعية والأغاني الوطنية، وهي رسالة يجب أن نتعلمها جميعًا في دولنا العربية والإفريقية، وهي أن حب الوطن واجب وفرض حتى وإن لم يعطك هذا الوطن ما تطمح إليه من مستقبل جيد أو لم يحقق لك ما تحلم به.

 

فلسفة عظيمة

فلسفة “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”، التي يتخذها البعض من وسائل الإعلام الغربية مادة للسخرية، فلسفة اقتصادية عظيمة، فهي تستخدم مزايا النظام الرأسمالي في تحقيق الربح والثروة، مع قوانين رحيمة تحافظ على البعد الاجتماعي، ولا تترك فقراء الشعب وأصحاب الطبقة المتوسطة فريسة تحت عجلات الرأسمالية التي لا ترحم، فقد حققت تلك السياسة انتقالاً تاريخياً إلى نظام اقتصاد سوق اشتراكي نابض بالحياة، جمع من كل بستان زهرة ونجح في تحقيق تلك المعجزة، فمن عام 1952 إلى 2018، قفز الناتج المحلي الإجمالي الصيني من 67.91 مليار يوان إلى 90 تريليون يوان، بزيادة 174 مرة، وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 119 يوان إلى 64.6 ألف يوان، بزيادة 70 مرة.

 

ولم يكن أحد يتوقع أن تنمو الصين بهذه السرعة وتصبح ثاني اقتصاد في العالم، وتحل بالمرتبة الأولى من حيث إجمالي التجارة العالمية في البضائع، وساهمت بأكثر من 30٪ في النمو الاقتصادي العالمي لسنوات عديدة متواصلة، وأصبحت عامل الاستقرار الرئيسي ومصدر الطاقة للنمو الاقتصادي العالمي، ذلك التقدم الذي يظن معه البعض أن الصين دولة رأسمالية بحتة، لكنها أيضًا خلصت أكثر من 700 مليون مواطن من الفقر معظمهم في الريف، ما ساهم بأكثر من 70٪ في الحد من الفقر العالمي، وخلق أسطورة في التاريخ البشري للحد من الفقر

 

الصين الآن أصبحت الصين اليوم واحدة من أفضل 20 مؤشر ابتكار عالمي، فلديها أكثر من 100 مليون مؤسسة في السوق، وهي مصممة على مواصلة التقدم نحو تنمية عالية الجودة، وفي كل أنحاء الصين يسود جو من النهضة النابضة بالحياة والابتكار الحيوي والأحلام الجميلة، حيث اعترف جيفري ساكس، أستاذ علم الاقتصاد في جامعة كولومبيا الأمريكية بأنه: “في المجال الاقتصادي، الصين قصة النجاح الكبيرة”، قصة النجاح تلك التي يجب ان تكون ملهمة لكل الشعوب النامية الطامحة إلى مستقبل أفضل، يجب أن تكون الصين نموذجًا يحتذى به ويتم اقتباس منه ما يتناسب مع ظروف كل دولة.

*صحفي مصري في الأهرام متخصص في الشئون الخارجية والعلاقات الدولية

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.