موقع متخصص بالشؤون الصينية

واشنطن بوست: “شيطنة” الولايات المتحدة للصين قد يضعها نفسها في خطر مالي

0

قالت صحيفة ((واشنطن بوست)) الجمعة إن إهانة وشيطنة الصين، ثاني أكبر دائن للولايات المتحدة فقط لأسباب سياسية داخلية، لا تبدو بالتأكيد أنها الطريق للمضي قدما، لأنها بدلا من ذلك ستضع أمريكا في مأزق مالي.
وقال ألان سلون في عموده بالصحيفة إن “لوم الصين بسبب فيروس كورونا الجديد قد يبدو وكأنه سياسة ذكية، لكن إهانة الدائن في وقت تقوم فيه الولايات المتحدة بإدارة ديون ضخمة لتحفيز الاقتصاد ليست فكرة جيدة”.
في الأشهر الثلاثة الماضية، وفقا لإحصاءات وزارة الخزانة الأمريكية، ارتفع الدين الوطني الأمريكي بمقدار تريليوني دولار أمريكي ليصل إلى حوالي 25.4 تريليون دولار وسوف يرتفع بسرعة صاروخية في الأشهر المقبلة.
وكتب “إذا، من أين ستأتي الأموال؟ تاريخيا، كانت الصين مشترية ضخمة لسندات الخزانة (الأمريكية)، وتملك 1.08 تريليون دولار منها حتى 31 مارس، وهو أحدث تاريخ تتوافر فيه أرقام الخزانة (الأمريكية). وتأتي حيازات الصين في المرتبة الثانية بعد اليابان البالغة 1.27 تريليون دولار”.
في مقاله، أورد سلون، وهو صحفي متخصص بالأعمال كان يكتب في مجلة ((فورتشن)) قبل العمل في صحيفة ((واشنطن بوست))، سببين سياسيين يدفعان إدارة ترامب إلى مهاجمة الصين يوما بعد يوم.
وقال “أولا، يحتاجون إلى كبش فداء لما أحدثه وباء فيروس كورونا الجديد من تأثير كارثي على حياة الأمريكيين ورفاههم الاقتصادي، ولصرف الانتباه بعيدا عن إخفاقاتهم”.
وأضاف “ثانيا، من المفيد سياسيا — وإن لم يكن أخلاقيا أو اجتماعيا – أن يشيطن ’الآخر‘. فذلك يتيح (للرئيس الأمريكي دونالد) ترامب بالقيام بالهجوم بدلا من الدفاع ومحاولة حمل الأمريكيين على الالتفاف حول العلم من خلال الزعم بأنه حامي بلادنا ضد الأجانب الأشرار”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول تحويل اللوم حول وباء كوفيد-19 إلى ثاني أكبر دائن لها، في وقت تعاني فيه أمريكا نفسها من عجز كبير بالميزانية كجزء من محاولتها لتحفيز الاقتصاد والحد من الأضرار المالية التي يسببها كوفيد-19 لشعبها وشركاتها ومؤسساتها.
كما نبّه سلون الإدارة الأمريكية لـ”رؤية ماذا لو حاولت الصين الرد على هجوم ترامب وتقويض الدولار عن طريق بيع بعض حيازاتها الحالية من الخزانة أو بالإعلان عن أن أيامها في المساعدة في تمويل العجز الأمريكي قد وصلت إلى نهايتها”.
وذكر سلون في مقاله أنه “من السهل أن نرفض هذا على أنه موقف سياسي. ولكن إذا كنت مقرضا أجنبيا، فسأكون حذرا من إقراض الأموال للولايات المتحدة عندما يديرها رئيس يتصرف باندفاع ويحكم بمرسوم وقد يقرر يوما ما الإعلان عن أن سندات الدين الأمريكية التي تحوزها أي دولة معينة لاغية وباطلة”.
وأضاف “نحتاج إلى مقرضين، وخاصة المقرضين الأجانب، للمساعدة في تمويل الفجوة في ميزانيتنا من خلال شراء كميات هائلة من السندات المالية ذات المردود المنخفض للغاية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.