موقع متخصص بالشؤون الصينية

تشييد أطول ناطحة سحاب في أفريقيا في ظل مبادرة الحزام والطريق

0

وكالة أنباء شينخوا-

تحقيق إخباري:

بعد ثلاث سنوات من البناء، ارتفعت أطول ناطحة سحاب في إفريقيا في الصحراء. قد خلق البرج الأيقوني، الذي يبلغ ارتفاعه 385 مترا، في مشروع منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، العديد من الأرقام القياسية في مجال البناء.

ليو جينغ كون، مهندس صيني لديه 20 عاما من الخبرة العملية. وقد تم إرساله إلى مصر في عام 2019 للانضمام إلى مشروع منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة للبلاد. وهو مشروع ضخم يغطي مساحة تبلغ حوالي 505 آلاف متر مربع.

وأضاف “بدأ المشروع في 21 يناير/ كانون الثاني 2016. وقعت شركتنا ((الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية)) ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية، بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقد حزمة بناء العاصمة الإدارية الجديدة. في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أننا كنا في الصين، على بعد آلاف الأميال، كنا جميعا متحمسين للغاية عندما رأينا الأخبار”.

وخلال زيارته لمصر، قال الرئيس شي إن الصين ترغب في المشاركة في المشاريع الرئيسية لمصر بما في ذلك تطوير ممر قناة السويس وبناء عاصمة إدارية جديدة، مضيفا أن بكين مستعدة أيضا لتوسيع التعاون الثنائي في مجالات التجارة والتمويل وتكنولوجيا الفضاء والطاقة وتنمية الموارد البشرية والأمن.

يقع مشروع منطقة الأعمال المركزية على بعد حوالي 50 كم شرق القاهرة. ويشمل 20 برجا شاهقا جديدا وبعض المشاريع البلدية. ومن بينها، سيكون البرج الأيقوني، الذي يبلغ ارتفاعه 385 مترا، أطول مبنى في أفريقيا عند الانتهاء منه.

وقال ليو جينغ كون، المشرف الأمني، “سيغير البرج الأيقوني منظر ناطحات سحاب القارة الأفريقية بعد اكتماله، لذا كان في دائرة الضوء. ومع ذلك، عندما جئت إلى هنا منذ عدة سنوات، كان الانطباع الأول بالنسبة لي هو الشمس الحارقة والصحراء المصفرة الجافة”.

تم بناء المشروع في الصحراء. وتوجب على ليو وزملاؤه تحمل الحرارة الشديدة والجفاف عند العمل في الخارج. وعانى الكثيرون من حروق الشمس. ويجري إرسال الضروريات الأساسية للحياة، مثل مياه الشرب والغذاء من الخارج.

وأضاف ليو جينغ كون إن “المشقة ليست بالأمر الجلل بالنسبة لنا. ولكن يجب أن نضمن سير المشروع بسلاسة لأنه مشروع رئيسي في إطار مبادرة الحزام والطريق. ليس هناك مجال للخطأ”.

إن البيئة القاسية ما هي إلا تحد واحد لليو وزملائه. إذ أن كيفية تطويع الخبرة التي اكتسبوها في الصين للاستفادة منها في مشروع في مصر هي تحد آخر.

وقال ليو جينغ كون: “الاختلافات الكبيرة في بيئة العمل في الداخل والخارج لن تكبح جماحنا. وبدلا من ذلك، عملنا بجد أكبر لتحسين أساليبنا في البناء والإدارة. على سبيل المثال، بما أن الرسم الإنشائي لم يستطع مواكبة متطلبات البناء في الموقع، قمنا بتحسين التصميم، والتأكد من أن جميع البيانات دقيقة وأن عملية البناء نفذت بشكل منظم”.

ومع جهود الجميع، يسير المشروع بسلاسة. وقد خلق البرج الأيقوني العديد من الأرقام القياسية في مجال البناء.

وقال ليو جينغ كون: “حطم إنهاء 18500 متر مكعب بلاطة صب في حوالي 38 ساعة العديد من الأرقام القياسية مثل أكبر لوح أساس لبناء فردي في أفريقيا وأسرع سرعة لصب لوح أساس من هذا الحجم وأكبر صب خرساني ليوم واحد في وقت الذروة”.

في أغسطس/ آب 2021، ومع تركيب آخر عارضة للبرج الأيقوني، تم وضع هيكل السقف الفولاذي للمبنى، وهو أقرب خطوة إلى إعادة تشكيل الأفق الجديد في أفريقيا.

من جانبه، قالت مريم قادري المترجمة التى تعمل في مشروع منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، “أحب الشعور بأن جميع الناس يعملون من أجل تحقيق نفس الهدف. يسعدني أن أرى تغييرات جديدة في مشروع منطقة الأعمال المركزية كل يوم”.

كما قال محمود موسون الموظف العامل في المشروع “أنا سعيد بالعمل هنا. منطقة الأعمال المركزية تتغير كل يوم مع استمرار أعمال البناء بسرعة. ويتطلع الجميع إلى الانتهاء رسميا من منطقة الأعمال المركزية. والجميع يتوقع عاصمة إدارية جديدة جميلة لمصر”.

وأشار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الى “لا شك في أن المشروع معجزة. ولن يكون هذا الأمر معلما بارزا في مصر فحسب، بل سيكون أيضا رمزا لتحديث مصر”.

لتحسين المهارات المهنية للعمال المحليين، أطلقت الشركة الصينية ورشة لوبان في عام 2020. وليو هو واحد من المدربين المختارين.

وقال ليو جينغ كون: “صفي الأول كان عن كيفية تحسين قدرات المراقبة الأمنية. وشملت جلساتي أيضا دروسا في الموقع، وممارسة المهارات والتدريب قبل العمل. وقد نفذت ورشة لوبان المفاهيم المجسدة في مبادرة الحزام والطريق، ودربت 590 طالبا خلال العام الماضي”.

وقال ليو جينغ كون: “دعونا نوضح المتطلبات لهذا الصباح. أولا، في خضم الوباء، يجب على جميع الناس ملء طلبات للدخول، ثم يجب أن يوقع مدير المشروع وأنا ومشرف القسم على الطلبات قبل السماح لهم بالدخول”.

انتشر وباء كوفيد-19 في عام 2020، ولكن البناء لم يتوقف. وقد عمل ما يصل إلى 9000 صيني ومصري في موقع البناء خلال ذروة بناء المشروع. وقد فرض ذلك ضغطا كبيرا على ليو حيث كان بحاجة إلى ضمان سلامة وصحة الجميع مع الحفاظ على وتيرة بناء ثابتة. ويشعر ليو الآن بالرضا عن أدائه.

وقال ليو جينغ كون: “أما بالنسبة لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس شي، فإنني أدرك أننا نقدم مساهمتنا فيها وأنني أتحمل مسؤولية هامة. وآمل أن يشعر المصريون المحليون من خلال إجراءاتنا الخاصة بثقل مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.