موقع متخصص بالشؤون الصينية

تحليل إخباري: زيارة المبعوث الصيني تركت ارتياحا لدى السوريين والموقف الصيني مشرف

0


صحيفة الشعب الصينية:
أكد محللون سوريون أن زيارة المبعوث الخاص للحكومة الصينية; نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون إلى سوريا تركت ارتياحا لدى السوريين، واصفين الموقف الصيني من الأزمة السورية بأنه موقف “مشرف ومسئول”.

وكان المسئول الصيني أنهى اول أمس السبت زيارة رسمية لسوريا حيث التقى مع عدد من المسئولين السوريين وفي مقدمتهم الرئيس بشار الأسد، كما التقى عددا من ممثلي المعارضة السورية في الداخل.

وجدد المبعوث الصيني موقف بلاده الداعي إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية عبر الحوار بين مختلف أطياف المجتمع السوري دون شروط مسبقة.

رأى المحلل السياسي السوري جورج جبور أن زيارة المسئول الصيني “تركت ارتياحا واسعا لدى السوريين”، مشيرا إلى أن “طروحاته كانت واضحة وتلخصت في وقف العنف، والدعوة إلى حوار وطني يجمع السوريين من مختلف الأطراف والتيارات”.

واعتبر جبور النائب السابق في البرلمان السوري، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الموقف الصيني من الأزمة في بلاده هو “موقف مشرف وموضوعي، وهذا بدا جليا في مجلس الأمن الدولي عبر استخدامها لحق النقض (فيتو) مرتين في غضون خمسة أشهر لاحباط مشروعي قرار ضد سوريا.

وكان المبعوث الصيني أوضح في تصريحات خلال زيارته لدمشق إن استخدام بلاده حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار حول سوريا، نابع من موقفها ضد “الأحادية التي تستخدمها بعض الدول”، مشيرا إلى أن “الصين ليست مع أي طرف ضد آخر في الأزمة السورية”.

وأعرب جبور عن أمله في ان “تتصل الصين بالمعارضين السوريين كافة،وخاصة اولئك الذين يقيمون في الخارج ويرفضون الحوار، لحملهم على القبول بهذا الحوار”، كما اعرب عن امله في أن تنجح بكين في اقناع الدول الغربية التي تدعم المعارضة بذل الجهود في هذا الاتجاه”.

وقال جبور إن “نجاح الصين في جمع الفرقاء السوريين على طاولة حوار واحدة يعني انها تقدم خدمة كبرى لقضية حقوق الانسان، وأول هذه الحقوق، هو حق الحياة”، معربا عن أسفه من “أن دماء السوريين مهدورة، الآن، نتيجة عمليات العنف السائدة في البلاد”.

وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي احتجاجات مناوئة للنظام، وسط تزايد وتيرة العنف في الآونة الأخيرة والتي تؤدي إلى سقوط قتلى من المدنيين والعسكريين.

بدوره، أشاد المحلل السياسي السوري عماد فوزي الشعيبي رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية بدمشق، بالموقف الصيني ووصفه بـ “المسئول”، مشيرا إلى أن “الأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية جعلت الصين تتحرك بقوة، وتسجل موقفا متقدما”.

وأعرب الشعيبي، في تصريحات لـ ((شينخوا))، عن اعتقاده ان ثمة “تحولا في الموقف الصيني، فبعد عقود من الدبلوماسية الهادئة التي اتبعتها بكين ها هي تتحرك بنشاط”، لافتا إلى أن “هذا التحرك يهدف إلى الحفاظ على السلم الدولي عبر السعي إلى إنهاء نظام القطب الواحد، وتكريس نظام دولي جديد أكثر تعددا وعدلا وانصافا وتوازنا”.

وأضاف الشعيبي أن ما وصفه بـ “المارد الصيني قد خرج من القمقم، وراح يستعد للمواجهة في منطقة محيط الصين خاصة بعدما أعلنت الإدارة الامريكية، مطلع السنة الحالية، بان الاستراتيجية الامريكية ستنصب على العمل في محيط الصين لمحاصرتها”.

وبين الشعيبي أن “أولى مؤشرات هذا التحرك الصيني انطلقت من تعاطيها الجاد والمسئول مع الملف السوري”، مشددا على أن “كل المحاولات الأمريكية التي تسعى إلى النيل من الصعود الصيني لن تنجح، فالصين تتحرك جديا كي تقلص النفوذ الأمريكي في المنطقة، ولعل دورها في الأزمة السورية ينبع من هذا الفهم السياسي”.

من جانبه، أثني المحلل السياسي السوري حيان سلمان على العلاقات السورية الصينية، قائلا إنها “علاقات تاريخية قديمة مبنية على أساس التفاهم والاحترام المتبادل”، مشيرا إلى أن “السوريين نظروا إلى زيارة المبعوث الصيني بارتياح بالغ، وهم يقدرون مواقف الصين النابعة من موقعها الحضاري العريق ودورها الأخلاقي، وهذا ليس جديدا على الصين”.

واعتبر سلمان، في تصريحات لـ ((شينخوا)) أن “الزيارة توضع في هذا السياق”، لافتا إلى أن “الجانب الصيني يؤيد الحوار والاصلاح كسبيل للخروج من الأزمة السورية”.

ورأى سلمان أن “زيارة المبعوث الصيني كانت غنية ومثمرة، إذ جرى التفاهم على مختلف القضايا بشكل واضح وصريح”، مشيدا بما اسماه “واقعية الموقف الصيني” الذي يجتهد لايجاد حل سياسي للأزمة السورية بعيدا عن العنف والنزاع المسلح، مشددا على أن “لا أحد يستطيع أن ينكر أن هذا الخيار السياسي السلمي الذي تنشده الصين يخدم جميع السوريين سواء من هم في السلطة أو المعارضة”.

وكان المبعوث الصيني دعا كافة الأطراف في سوريا إلى وقف العنف واجراء حوار سياسي دون شروط مسبقة، معلنا أن بلاده تؤيد جهود الجامعة العربية من أجل إيجاد حلول للأزمة السورية.

ودعا تشاي، في بيان صدر في ختام محادثاته مع المسئولين السوريين،الأطراف المعنية إلى السعي بصورة مشتركة لايجاد الحلول السلمية للازمة السورية على أساس خطة التسوية السياسية المعنية للجامعة العربية وعبر التشاور.

وقال تشاي إن الحكومة الصينية تتمسك بموقفها العادل والموضوعي والمسئول حيال المسألة السورية، وترغب بالتواصل مع الحكومة السورية ومختلف الأحزاب السياسية وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي من أجل لعب دور بناء في ايجاد الحلول المناسبة للأزمة السورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.