موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقابلة: خبير يدعو فرنسا والصين إلى تعميق التعاون لمواجهة التحديات العالمية

0

قبل قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد التي ستعقد هنا يومي الخميس والجمعة، توقع خبير الشؤون الدولية الفرنسي برونو غويغ من فرنسا والصين اغتنام هذه الفرصة لتعميق التعاون بهدف التصدي للتحديات العالمية.

وقال غويغ في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن الصين وفرنسا تتمتعان بتاريخ ممتد من العمل المشترك في قضايا مهمة مثل تغير المناخ والتنمية الصناعية والصحة العامة.

وأضاف “اليوم، يجب ألا نبني على هذه الإنجازات فحسب، بل يتعين علينا أن نزيد من الوتيرة من خلال تعميق التعاون بين البلدين بثقة متجددة”، داعيا البلدين إلى مزيد من التضافر، قائلا “لن تخسر الصين وفرنسا من خلال العمل معا”.

 

وأكد غويغ أن قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد، التي تعقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تمثل فرصة جيدة لوضع القضايا العالمية الأساسية في منظورها الصحيح مثل مكافحة الفقر وتغير المناخ والتنوع البيولوجي.

وتابع “الأمر يتعلق الآن بتغيير البرمجة (سوفت وير) وإعادة التفكير في بنية النظام المالي العالمي من أجل مواجهة تحديات التنمية المستدامة”، مضيفا أن الصين في ضوء أهميتها الاقتصادية تتحمل مسؤولية خاصة في هذا الصدد.

وقال الخبير الفرنسي إن مساهمة الصين ستجعله من الممكن التأكيد على الضرورة الملحة لإيجاد نمط جديد للعلاقات الاقتصادية الدولية، وتعزيز المساواة والتضامن والاستقرار، داعيا فرنسا والصين إلى مواصلة تدعيم علاقاتهما الاقتصادية من خلال السعي لبناء سلاسل إمداد أكثر كفاءة.

 

وفيما يتعلق بالمسائل التجارية، رأى غويغ أنه “من الطبيعي أن يدافع كل طرف عن مصالحه، ولكن من الضروري القيام بكل ما هو ممكن لتعزيز المنفعة المتبادلة وتدعيم التعاون متكافئ الكسب”.

وفي بيان مشترك صدر خلال زيارة الدولة التي قام بها ماكرون إلى الصين في أبريل، تعهد البلدان بتوفير بيئة جيدة للتعاون التجاري، وتحسين الوصول التجاري إلى أسواق بعضهما البعض، وتحسين مناخ الأعمال، وضمان الامتثال لحقوق الملكية الفكرية للشركات في البلدين .

وفي مجال الاقتصاد الرقمي، على سبيل المثال، قال غويغ إن فرنسا ملتزمة بمعالجة قضية التراخيص للشركات الصينية فيما يتعلق بشبكات الجيل الخامس دون أي تمييز وبما يتفق مع القوانين واللوائح الدولية، معتبرا هذه “نقطة إيجابية للغاية”.

وفي سياق إشارته إلى اتفاق البلدين على مواصلة تعاونهما في مجالات تغير المناخ وانتقال الطاقة، قال غويغ إن الصين وفرنسا بقدرتهما الاضطلاع بدور ريادي في السياسة متعددة الأطراف لصالح انتقال الطاقة.

 

وبخصوص أهداف الحياد الكربوني، قال الخبير الفرنسي إن فرنسا ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بينما وضعت الصين أهدافا طموحة لتحقيق ذروة الكربون بحلول عام 2030 والحياد الكربوني بحلول عام 2060.

وقال إن هذه الأهداف تبشر بالخير للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، مشيرا إلى أن وزن الصين في هذا المجال له تأثير حقيقي.

وأضاف أن أساس العلاقات بين فرنسا والصين بالنسبة له يكمن في اعتراف فرنسا بجمهورية الصين الشعبية في عام 1964، وهي أول دولة غربية كبرى تفعل ذلك.

وقال “إنه خيار سياسي بعيد المدى للغاية”.

وشدد على أن “القوة الدافعة الحقيقية وراء التعاون بين البلدين هي الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والاعتراف بالآخر كشريك حقيقي. وهذا هو السبب وراء ضرورة استمرار وإثراء هذا التعاون وإعطائه قوة دفع جديدة”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.