موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقابلة: جوزيف ناي: يتعين على أمريكا والصين وضع حدود للمنافسة مع السعي بجد للتعاون

0

قال خبير السياسة الأمريكي الشهير جوزيف ناي في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه يتعين على الولايات المتحدة والصين وضع حدود للمنافسة مع السعي بجد لإيجاد مجالات يكون فيها التعاون ممكنا.

وأفاد ناي، لدى جلوسه لإجراء مقابلة خاصة حول العلاقات الصينية الأمريكية على هامش منتدى أسبن الأمني الذي عقد في الفترة من الثلاثاء إلى الجمعة، أن “ما يقلقني بشأن الفترة الحالية هو أننا نركز كثيرا على التنافس وليس بما فيه الكفاية على التعاون”.

وناي هو عميد سابق لكلية جون إف كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد — حيث يحمل الآن لقب عميد فخري. ويعتبر على نطاق واسع أحد أكثر الباحثين تأثيرا في العالم في مجال العلاقات الدولية. وهو معروف أيضا بصياغة مصطلح “القوة الناعمة”.

وخلال المقابلة، وصف ناي العلاقة الحالية بين بكين وواشنطن بأنها “تنافس تعاوني”. وبعبارة أخرى، قال إن البلدين الآن في وضع “تعايش تنافسي”.

وذكر ناي أن بعض جوانب العلاقات الثنائية تتطلب من البلدين اتباع نهج تعاوني عند التعامل مع بعضهما البعض.

وقال ناي إن “الولايات المتحدة والصين لا تشكلان تهديدا وجوديا لبعضهما البعض”، مبينا أن كلا البلدين “أكبر” من أن يتمكن أي منهما من “تغيير أو غزو” الآخر. “وبهذا المعنى، نحتاج إلى التفكير في إطار يضع حدودا للمنافسة وأيضا (يمكّن الجانبين) من البحث عن مجالات يمكن التعاون فيها”.

وأضاف أنه “في الأساس، فإن إدارة المنافسة تعني العمل مع بعضنا البعض لقول ما هو أكثر مما ينبغي، وما هو ليس تهديدا كبيرا، والعمل من خلال هذا”.

وأشار ناي إلى أن إدارة العلاقات الصينية-الأمريكية، التي تشهد تراجعا منذ أكثر من عقد، ستتطلب اتصالات أكثر مما كان لدى البلدين منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه قبل عامين.

 

 

وقال “لهذا السبب أرى أن قرار الرئيس شي جين بينغ والرئيس بايدن في بالي باستعادة المزيد من الاتصالات على مستوى عال كان مهما للغاية”.

وقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين والمبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري بزيارات متتالية إلى بكين في الأسابيع الأخيرة، والتي وصفها ناي بأنها مهمة “للغاية” ولكنها مع ذلك “لا يمكن أن تغير العلاقة بين عشية وضحاها”.

وقال ناي إن الصعود والهبوط في العلاقات الصينية-الأمريكية اتبعت نمطا دوريا منذ عام 1949، حيث استمرت كل دورة نحو 20 عاما، مضيفا “مضى علينا 10 سنوات ونحن نمر بفترة صعبة. لا يمكن تغيير ذلك في بضع زيارات فقط، لكنني أعتقد أنه على مدى فترة أطول، يجب أن نكون قادرين على تغيير ذلك”.

وفيما يتعلق بالاتفاق بين البلدين على استئناف التبادلات الشعبية التي تشمل الشركات والطلاب والباحثين، فضلا عن زيادة الرحلات الجوية المباشرة لتسهيل تلك التبادلات، أوضح ناي أن “هذه خطوات أولى في الاتجاه الصحيح”، والتي بدونها سيكون من الصعب حل العديد من المشاكل الشائكة.

وقال ناي إنه “من المهم أيضا لأغراض رمزية، أن نطور بعض المجالات حيث يمكننا تثقيف جماهيرنا بأن هناك شيئا يمكننا كسبه من التعاون”، مشيرا إلى مجالات مثل مكافحة تغير المناخ ومعالجة تهريب المخدرات والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي وحماية نظام عدم الانتشار النووي.

وتابع ناي “إذا كان كل النقاش في بكين وواشنطن يدور حول كيف تشكل الدولة الأخرى تهديدا، فإن (السرد) يصبح معززا”، بينما إذا “أظهرنا التعاون، فإن ذلك يبدأ في تغيير مناخ الأفكار في واشنطن وبكين”.

ابتداء من عام 1964، توقفت مهنة ناي في التدريس والبحث في جامعة هارفارد بسبب فترتين قصيرتين نسبيا من الخدمة الحكومية، حيث شغل منصب نائب وكيل وزارة الخارجية للمساعدة الأمنية والعلوم والتكنولوجيا من 1977 إلى 1979، وبين 1993 و1995، شغل أولا منصب رئيس مجلس الاستخبارات الوطني ثم مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي.

وقال ناي إن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما “دولتين كبيرتين وناجحتين”، “سيتعين عليهما العيش مع بعضهما البعض بقدر ما تستطيعان” وأنه لن يكون هناك ذاك “الانتصار الذي يفوز فيه جانب على الآخر”.

وأوضح أن “الانتصار هو ما يعني تجنب كلانا لصراع عنيف”، مبينا أن “هذا انتصار لكل منهما”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.