موقع متخصص بالشؤون الصينية

خبراء صينيون: فوز مرسي بالرئاسة يؤشر لتغيرات جيوسياسية كبرى في منطقة الشرق الأوسط

0

شبكة الصين ـ
بقلم هيثم لي تشن:
هنأ الرئيس الصينى هو جين تاو الإثنين محمد مرسى بفوزه بأول انتخابات رئاسية تجرى فى مصر منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك أوائل العام الماضى.
وقال هو جين تاو فى برقية التهنئة ان الصين تحترم اختيار الشعب المصرى لنظامه السياسى ومسار التنمية الخاص به، وتدعم جهود الجانب المصرى للحفاظ على الإستقرار الإجتماعى وتعزيز التنمية الإجتماعية والإقتصادية.
وأعرب الرئيس الصينى عن إيمانه بأن الشعب المصرى سيحقق تقدما جديدا فى بناء الأمة فى ظل قيادة مرسى.
اما المحللون والدبلوماسيون الصينيون المعنيون بقضايا الشرق الاوسط فيرون ان فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر يشير إلى صعود للقوى الإسلامية في البلاد وسيؤدي إلى تغيرات بعيدة المدى في منطقة الشرق الأوسط.
وقال تشنغ يا ون، الخبير الصينى بالشئون الدولية، “ان الانتخابات الرئاسية المصرية جاءت ديمقراطية في الشكل والمضمون. ويجب ان تكون بالنسبة للمصريين نقطة انطلاق لإعادة بناء مستقبل مصر.”
وأشار تشنغ الى ان فوز مرسي، الرئيس السابق لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بالانتخابات الرئاسية يدل على أن الإسلامية في مصر تحظى بجاذبية قوية جدا. ولا شك أن وصول مرسي الى سدة السلطة سيضفى تدريجيا اللون الإسلامي على النظام المصري، مما سيؤدى الى العديد من التغيرات المحتملة ليست على صعيد السياسة الداخلية فحسب، وإنما على الصعيد الدبلوماسي أيضا.
وقال آن هوي هو، سفير الصين السابق لدي مصر وتونس، أن الانتخابات الرئاسية المصرية كانت مواجهة بين القوى الإسلامية والعلمانية في مصر. واتخذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يمثل العلمانية، سلسلة من الإجراءات لتحجيم القوى الإسلامية ، ولكنه احترم فوز مرسي بالانتخابات الرئاسية فى النهاية.
وكانت لقاءات عدة قد جرت بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين فى الايام الاخيرة قبل اعلان النتيجة للوصول الى حل وسط بين الجانبين بشأن قضايا من بينها قرار حل البرلمان والإعلان الدستوري المكمل، الذي يعطى للمجلس العسكري صلاحيات أوسع.
وحول الوضع بعد فوز مرسي بالرئاسة، قال تشنغ يا ون أن “المجتمع لن يهدأ ويستقر فورا، ومن المحتمل ان يستمر الصراع السياسي داخل البلاد” ذلك لان جماعة الاخوان المسلمين لم تحصل على أغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية، كما ان مرشحها مرسى لم يفز على شفيق، ممثل القوى العلمانية، بفارق كبير من الاصوات في الانتخابات الرئاسية.
وقال تشنغ “هذا يعني ان المجلس العسكري وهو علماني على درجة عالية سوف يقيد مرسي في أشكال مختلفة، في محاولة لإضعاف صلاحيات رئيس الجمهورية. وهذا من شأنه إشعال التوتر بين الجيش ورئيس الجمهورية في مصر”.
واتفق السفير آن هوي هو على ان عوامل عدم الاستقرار الاجتماعي في مصر ما زالت موجودة، موضحا ان الكثير من الشعب المصري، خاصة شباب الميدان، لم يجنى ثمار الثورة، ولا يمكن إنكار قوتهم . ولذلك، لا يمكن القول بان مجرد انتخاب الرئيس المصري الجديد سينهى الاضطرابات في البلاد على الفور.
وحول مدى تعديل سياسات الدبلوماسية المصرية بعد انتخاب الرئيس الجديد، توقع ما شياو لين، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ورئيس موقع اتحاد كتاب المدونات في الصين، ان تحافظ مصر الجديدة على السياسات الخارجية المتوازنة والمحايدة.
وقد أكد محمد مرسي عقب اعلان نتيجة الانتخابات انه سيحافظ على الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية، وسيؤسس علاقات متوازنة مع كل دول العالم.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، قال ما شياو لين ” أظن ان مصر الجديدة لن تتعاون مع إسرائيل في قضية فلسطين مثل السلطة القديمة في عصر مبارك، ولن تخضع لرحمة الولايات المتحدة”.
وأدلى السفير آن هوي هو بدلوه في هذا الصدد قائلا ” ان اسرائيل تشعر بقلق حقيقي إزاء فوز مرسي. وقد لوحظ تغييرا فى موقف مصر إزاء حماس وإسرائيل بعد تنحى مبارك، ومن المتوقع ان تتصاعد المشاعر المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل بين الجماهير المصرية بعد وصول جماعة الاخوان المسلمين الى السلطة”.
وتوقع تشنغ يا ون ان يواصل نفوذ الاسلاميين التوسع والاستمرار في منطقة الشرق الأوسط، قائلا ان “مصر دولة مهمة دائما تلعب دورا رائدا في الشرق الأوسط، وبالتأكيد سيترك التوجه السياسي الداخلى الجديد في مصر تأثيرات كبيرة على البلدان الأخرى في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيكون له تبعات مؤثرة على الوضع الجيوسياسي الاقليمي وحتى العالمي”.
وقال تشنغ انه بعد ظهور النظام الإسلامي في تونس ومصر عقب الثورة، من المحتمل جدا أن يظهر نظام إسلامي في ليبيا من خلال الانتخابات التشريعية المقبلة فى البلاد ، ويعتبر الأزمة السياسية السورية الجارية هي صراع بين العلمانيين والدينيين إلى حد كبير، ولا يستبعد ان تحصل القوى الإسلامية على السلطة في المستقبل. وفي هذه الحالة، ستواصل منطقة الشرق الأوسط المزيد من الأسلمة.
وأضاف تشنغ ” يلاحظ ان حركة النهضة الإسلامية تظهر في منطقة الشرق الأوسط. والأكيد سيصحب ذلك تنافسا بين الدول الكبرى في المنطقة مثل تركيا وإيران والسعودية ومصر على توسيع تأثيراتها في المنطقة، الأمر الذي سيقود الى تغييرات جيوسياسية كبيرة في الشرق الأوسط فى المستقبل” .
أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية يوم الأحد فوز مرسي، مرشح جماعة الاخوان المسلمين، برئاسة البلاد بحصوله في جولة الإعادة على 51.73 في المائة من إجمالي أصوات الناخبين مقابل 48.27 في المائة لمنافسه الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك. وبذلك يكون مرسي أول رئيس مدني يحكم مصر بعد هيمنة للعسكريين على الحكم منذ ثورة 23 يوليو عام 1952.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.