موقع متخصص بالشؤون الصينية

“شي”.. والجزائر

0

Algeria-China-flags

صحيفة الديار الأردنية ـ
القاضي فهيمة*:

الجزائر والصين دولتان صديقتان مخلصتان لبعضهما البعض، منذ عهد النضال الجزائري لتكنيس الاستعمار الفرنسي عن ترابنا الطهور. وقد وقفت الصين الشعبية بصلابة منقطعة النظير الى جانب حركة التحرر الجزائرية والجزائر فيما بعد الاستقلال، وطوال تاريخ دولتنا العربية لاحقاً، فكانت علاقاتنا وصِلاتنا بالصين متميزة ويُضرب المثل بها.

أول من أمس، دعا رئيس جمهورية الصين الشعبية المنتخب، الأمين العام الجديد للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، إلى تعزيز “العلاقات الشاملة” بين الصين والجزائر. وقد جاءت هذه التصريحات المهمة خلال اجتماع، الرئيس شي، مع رئيس مجلس الأمة الجزائري السيد عبدالقادر بن صالح، على هامش المؤتمر السنوي لمنتدى “بوأو” لآسيا لعام 2013 ، الذي افتتح في اليوم ذاته في “بوأو”، وهي مدينة ساحلية في مقاطعة هاينان بجنوب الصين.

في تصريحات الرئيس، شي، إن الصين والجزائر يزهوان بصداقة تاريخية، وتمكن الشعبان من إقامة صداقة متينة، في خضم كفاح الجزائر من أجل الاستقلال الوطني، وفي خضم “المساهمات الجزائرية الكبيرة” في مساعدة الصين على استعادة مكانتها في منظمة الأمم المتحدة في عام 1971، حين تم لفظ تايوان من مجلس الأمن، لذا كان تقديم “شي” الشكر للجزائر على دعمها الراسخ للصين في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين، علامة فارقة في سياق علاقات الدولتين والبلدين. لذا، فإن وصف، شي، الجزائر بـ”الصديقة والشقيقة والشريكة الجيدة” للصين، وبأن الصين قائمة على تطوير التعاون الشامل الودي مع الجزائر وتعميق التعاون الاستراتيجى الثنائي بين البلدين، يؤكد بأن رياح التغيرات العالمية لن تقوَ على النيل من هذه الصداقة، بل سيكون تأثيرها بالإتجاه الآخر، إيجابياً وحاسماً في وجه التقلبات العالمية.

لاقت تصريحات الرفيق، شي، التي تناول فيها إن الصين ترغب في العمل مع الجزائر في السعي إلى التعاون الشامل المتعدد المستويات والواسع النطاق، ولرفع مستوى العلاقات الثنائية، ودعم التبادلات بين الهيئات التشريعية في البلدين، دلالة على متانة هذه العلاقات والقِيم المضافة التي تستمر بتقديمها لشعبي البلدين العالم، وعلى أنها بدأت تأخذ مجراها في مختلف المناحي، لتستقر في أساس العلاقات لبناء قاعدة شاملة لها تحيط بكل الحقول الوطنية في البلدين.

الجزائر قيادة وشعباً ومؤسسات، كما الصين، مهتمة جداً، وكما نوّه سيادة الوزير بن صالح، الى مواصلة الزيارات رفيعة المستوى بين عاصمتي الدولتين، ومتابعة المزيد من التبادلات بين الهيئات التشريعية، وتوسيع التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار، وهي ضمانة واقعية لعالمٍ جديد بدأ يدنو، متحرّر من الهيمنة الأجنبية والإملاء الاستعماري، وسداً صلباً بوجه الإرهاب الدولي والارهابيين المرتزقة المدعومين من دول كبرى حاقدة على نجاحات البلدان النامية.

*شاعرة وكاتبة ومُمَثِّلة الاتحاد الدولي للصُحفيين العرب أصدقاء الصين في الجزائر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.