موقع متخصص بالشؤون الصينية

الحُلمُ الِصيني العراقي وتطبيقاته الندّية

0

China-Iraq

صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح – قواندونغ*:
يَنطوي رأي الزميل والأخ علي عبد الرضا خيون العطواني، مدير الدائرة الإعلامية في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، على أهمية استثنائية بشأن العلاقات العراقية الصينية، ناهيك بأهمية رأيه حِيال هذه العلاقات بين الحزبين “المجلس الأعلى” والحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وتأثيرات ذلك على الواقع العراقي الراهن، والصِلات الدولتية بين الجهتين.
يرى الاستاذ علي، وهو المسؤول الكبير في “المجلس” وأحد الذين يَصيغون سياساته، أن الاشتراكية الصينية تطبيقاً وممارسةً، وهي خاصة بالصين وبألوانها وواقعها، تمزج بين النظام الاشتراكي وما يمكن الشعور به على نحو واضح من “تداخل  بين وضع وبذور” رأسمالية. وبرغم من هذا التداخل، لم تفقد الصين توجهاتها الأساسية ولم تترك صداقتها للعالم النامي، ولم تبتعد عن حلفاء شعبها وقيادتها خلال كل عملية التطوّر الذي شهدته تلك الدولة منذ عشريات عديدة”، وبقيت الدولة الصينية “من أفضل وأكبر أصدقاء العالم الثالث، والدليل على ذلك، دعوتها لوفد حزبي وإعلامي عربي لزيارتها وللإطلاع على واقعها المُعاش والاستفادة منه، وتوظيف إيجابياته الصالحة في واقع غير صيني مِن جانب ممثلي هذه الأحزاب”. الى جانب ذلك، يَعتقد القيادي الإسلامي علي العطواني، “أهمية إطلاع الوفد العربي على النظام السياسي والإداري والحكومي الصيني بصورة شاملة، الذي من شأنه أن “يَرفع ويَرتقي” بمستوى المعرفة والتطبيق العلمي لأنظمة الدول النامية”.
في التجربة الصينية، يرى مُحّدِّثي ويُشير ببلاغة لغوية وعُمق فكري أن “الصين استفادت من تحرير الصين”. كيف؟. يَقول علي: لقد تمكّن هذا البلد المُتحرّر مِن رِبقة الإستعمار المُبَاشر الذي هَيمن على صَدر الأُمة الصينية لسنوات طويلة، من استنباط إستراتيجيات علمية والتَسلّح ببعد نظر إستراتيجي وسياسة حكيمة لتحرير كامل التراب الصيني بأساليب ومناهج مختلفة، تفوّقت على مناهج الاستعمار والهيمنة والتسلط، فجُرَّدَ هذا الاستعمار ودهاقنته مِن وسائل بقائهم الاسترقاقية، ومن آلياتهم التقليدية، وحوّلتهم الى جثث هامدة سياسياً واقتصادياً، وإضطروا بالتالي بعد فشلهم للتسليم بالأمر الواقع فالرحيل الى البِحار البعيدة حيث منطلقاتهم التوسعية الأُولى، مُتوسِّلين علاقات المَنفعة التالية، مع بكين، التي كان واضحاً لأصحاب التفكير الواقعي، وللجهات النفعية حتى وهي عديدة، بأن بكين ستغدو العاصمة الأولى، ودولتها ستصبح الأعظم بين الدول، وسوقها سيكون الأكبر، وبأنها صاحبة الرقم واحد، الدائم.
وفي نظرة ثاقبة لما ورائيات الحدث السياسي، يرى المسؤول الاسلامي علي عبد الرضا العطواني، أن الصين بسياستها العلمية لم تتأثر بما يُسمى “الربيع العربي”، ولم تتأثر كذلك بما طرأ على العراق من تغييرات وتبدلات، ولم تتأثر العلاقات الصينية العراقية بمآلات هذا “الربيع”، وبَقيت العلاقات بين الطرفين “قوية” في مختلف حقولها، وبخاصة الاقتصادية والتجارية، إذ كان البعض يَعتقد أن الاستثمارات في حقول النفط العراقية سيَذهب لأعداء الأمة المُعتَدين على مقدراتها، بعد الاحتلال. لكن في واقع الأمر لم يحدث ذلك، بل كان غَيره. فصَارت هذه الاستثمارات وأكبر حقول النفط العراقية وفي البصرة كذلك، بيدٍ استثماريةٍ لشركات صينية، تُفَعِّل الحُلم العراقي الصيني المشترك على أرض الواقع العراقي، وتعمل بروح ندية على احترام السيادة العراقية ومصالح العراق وشعبه والمنطقة الأوسطية، وتهتدي بالقوانين الدولية والعرف الدولي والسُنن الإنسانية الرابطة بين الدول والأُمم الصديقة والحرة.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.