موقع متخصص بالشؤون الصينية

السياحة الأردنية الصينية.. واقع وآمال

0

marina-soudah-china-jordan

موقع الصين بعيون عربية ـ
مارينا سوداح*:
السياحة الاردنية الصينية قائمة، برغم أنها غير مزدهرة، ومع أنها ليست ذات دفق هادر.
وبحسب وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا، فإن عديد السياح الصينيين المتوجّهين للاردن “خلال العام الحالي، بلغ 9,381 بزيادة بلغت 1,6 بالمئة مقارنة بعام 2014 حيث بلغت 9,236″، وبالطبع فإن بضمن ذلك، يتم إدراج الوفود الصينية المختلفة التي تزور الاردن، والوفود المختلفة، الشعبية منها والاقتصادية، وهلمجرا.
في طبائع الصينيين، اليوم، التجوال الاستجمامي والثقافي. فهناك أكثر من مئة مليون مواطن صيني يجولون في العالم سنوياً، ويتوقع ان يرتفع هذا الرقم قريباً بمقدار النصف. ويتوجه هؤلاء الى المناطق العالمية الآمنة والهادئة، وذات الاهتمام بمستوى خدماتي مرتفع، وتدني في التكاليف أُسوة بالسياحة الداخلية بالصين.
من اللافت بالطبع، أن وتائر السياحة الاردنية الصينية تطورت في السنوات الاخيرة على وجه الحصر، نحو الصين أساساً. فلم يكن هناك من سياحة ولا سياح بعد الاعتراف الدبلوماسي بين الاردن والصين، في إبريل نيسان 1977. حين اقتصرت العلاقات على حقلين هما الروابط السياسية والتبادلات الدبلوماسية.
لكن العلاقات تطوّرت خطوة في إثر خطوة، وتوسّعت في سنوات تسعينات القرن الفائت، وفي بدايات الألفية الجديدة، حيث صار الدفق الاقتصادي والتجاري علامة مميزة لتلك العلاقات الصينية الاردنية، ولحق بها أخرى على شاكلة العلاقات الطلابية بالإتجاهين، وبالخصوص الطلابية الجامعية، وبعض تبادل الخبرات والمتخصصين، وصولا الى تأسيس أول مركز للأبحاث الأردنية في الجامعة الصينية للعلوم الجيولوجية بمدينة ووخان وسط الصين.
العلاقات السياحية بين بكين وعمّان مهمة وذات نفع اقتصادي وثقافي وأبعادٍ حضارية. فقد شهدت تلك العلاقات تقدّماً ملحوظاً قبل هُطول ضربات الخريف العربي، الذي حتّم على الصينيين سرعة العودة الى الصين وإغلاق غالبية إستثماراتهم في الاردن، فحزم معظمهم حقائبه  وبلغ عديدهم عشرات ألوف الخبراء والمتخصّصين والعمال، وتوجهوا الى وطنهم مسرعين، وأغلقوا مصانعهم، فتضرّرت العمالة والخبرات المحلية والعربية التي عوّلت كثيراً على التعاون العميق مع الصين، من خلال إجتذاب الاستثمارات، الخبرات ورؤوس الأموال، وإقامة القرى التجارية والصناعية، والمجمعات الاخرى وربما منها السياحية، كما كان يُؤمّل ويُنتظر في الأوساط المحلية ذات العلاقة.
بين حين وآخر، نقرأ في الصحافة الاردنية عن مطالبات لهذا أو لذاك من المسؤولين والبرلمانيين وأصحاب الأموال بتوسيع العلاقات مع الصين، بخاصة ذات المردود الاقتصادي، في ظل وجود تبادل تجاري متزايد بين البلدين .
صحيح ان المناطق السياحية الأردنية “تفتقد بالعموم وتفتقر الى الخدمات والمرافق العامة، بالإضافة الى عدم وجود مطاعم تختص بالطعام الصيني، سيّما في المواقع السياحية” كما سبق للسفير الصيني السابق والاخير، الذي غادر الاردن الى الصين نهائياً، قاو يو شينغ، أن نوّه في لقاءات رسمية، “داعياً الحكومة الاردنية الى استكمال البُنية التحتية لهذه المناطق”، وبرغم ذلك لم نرَ أي تحرّك اردني “على الارض”، لجهة تطوير تلك البُنية، تمهيداً للاستقطاب السياحي الواسع محلياً، ويتم “الى جانب ذلك !”، الاكتفاء بتعداد التميّز السياحي الاردني واشكال السياحة المحلية، لكن الخالية معظمها من المرافق والخدمات المتمّيزة والمُعتمدة دولياً، في المواقع ذات الجذب والتاريخ .

وبرغم من ذلك كلّه أيضاً، دعا السفير الصيني الأخير، وغيره من السفراء الصينيين السابقين، الى أن يكون هنالك دور للاردن في ترويج مناطقه السياحية في المعارض العربية والدولية العديدة التي تقام في الصين، ومنها المعرض الصيني الحالي، الى حيث غادر وفد رسمي واقتصادي كبير برئاسة الملك عبدالله الثاني  .

بيْن الصين والاردن يوجد اتفاقية للتعاون السياحي تم توقيعها مؤخراً في بكين، تشمل بعضاً من أليات التعاون بين البلدين. وتهدف الاتفاقية الى تسهيل سفر المجموعات السياحية الصينية الى الاردن، بتسمية مندوبين عن إدارة السياحة الوطنية الصينية، لمتابعة أمور التأشيرات لدى السفارة الاردنية في بكين، وتبادل المعلومات، وتعيين أدلاء سياحيين لمرافقة المجموعات القادمة للاردن، وحل المعيقات إن وجدت. لكن كل هذا لا يكفي لسياحة صينية حقيقية نحو الاردن، إضافة الى ان الاتفاقية لم يتم تفعيلها بعد، وأملنا بتفعيلها سريعاً، لحل بعض الاشكالات المعيقة للسياحة الصينية في الاردن.
هنالك مطالب صينية وسياحية اردنية عديدة لصحيح ترويج الاردن سياحياً بالصين، ومنها على سبيل المِثال لا الحصر:-
1/وضع اللغة الصينية في المناطق السياحية الرئيسية كلغة أساسية للترويج السياحي الاردني، كذلك الامر لأسماء الشوارع والمناطق الاردنية والشواخص المرورية بالاردن، ففي عدة أقاليم صينية تنتشر اللغة العربية في أماكنها العامة تسهيلاً للسياح والزوار العرب؛
2/إتقان الأدلاء السياحيين المحليين اللغة الصينية؛
3/تخفيض الضرائب في الاردن لأنها مرتفعة جداً وخاصة على التأشيرة .
4/توفير خدمات لائقة ومناسبة في المواقع السياحية، والعناية بنظافتها وترتيبها، وهو ما يتحدث عنه كمطلب عدد غير قليل من السفراء الاجانب العاملين بالاردن.

المشاريع السياحية الصينية بالاردن

وهنالك كذلك مطالبات اردنية عديدة بضرورة ان تقوم الصين بتشييد مشاريع سياحية في الاردن. لكن، لا يتحدث أحد كما أعلم، عن قضية هامة في هذا الملف، ألا وهي ضرورة توفير تسهيلات مرافقة لتلك المشاريع في كل المجالات، وهو ما لم يُقدِم عليه الاردن للآن، ولم تتم دراسته بصورة جادة، ما عرقل إقامة تلك المشاريع الى آجال غير منظورة، ومنها مثلاً:-
1/إلتفات الصين لإقامة فنادق خاصة بمواطنيها الصينيين حصراً بالاردن، تكون تابعة لها وتحت إدارتها بالكامل؛
2/إعداد الاردن لناطقين يتقنون اللغة الصينية في المجالات الفندقي والخدماتي السياحي والاستجمامي وغيره؛
3/للآن، عدم توفير ونشر المطبخ الصيني في الفنادق الاردنية ذات الدراجات المختلفة، واقتصاره على المطاعم الصينية المنتشرة في العاصمة عمّان أساساً؛
4/ عدم توفير أيدي عاملة صينية للخدمات ما من شأنه إختصار الكثير في ملف ترويج السياحة الصينية محلياً، وتأمين السياح الصينيين بمواطنين صينيين متخصصين بالخدمات المختلفة، ما يُضفي مشاعر الآمان على السياح الصينيين، ويدفعهم لمزيد من التحرك بالاردن .
5/عدم إقامة مراكز ثقافية وتجارية وممثليات اردنية ترويجية متخصصة بالصين، تعمل بشكل جاد للجذب السياحي وغيره نحو الاردن. والكثير غير ذلك.
6/أهمية توفير جواز سفر اردني مؤقت ومن نوع خاص، ولمدة خمس سنوات للمستثمرين الصينيين بالاردن، يوفر لهم حرية الحركة وزيارة الاردن في أي وقت بدون عقبات.

ـ أبرز فعاليات المشاركة الأردنية في “معرض الصين والدول العربية”
أولا : المعرض الوطني الأردني : –
من المقرر أن يقام المعرض خلال الفترة ما بين 10 و 13 سبتمبر/ أيلول  الحالي، وتبلغ مساحة صالة العرض 1000 متر مربع، وتنقسم هذه الصالة إلى منطقة معرض السلع ومنطقة المحادثات التجارية بين المؤسسات ومنطقة عرض التقاليد الشعبية. حيث سيتم عرض ما حققته الأردن من الإنجازات المهمة الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة الى ما يميزها من الثقافات الشعبية  وستشارك في المعرض 40 مؤسسة.
ثانياً : المنتدى التجاري والاقتصادي الصيني الأردني وملتقى المؤسسات : –
من المقرر أن يتم تنظيم هذا النشاط بتاريخ 10 سبتمبر / أيلول وينقسم إلى جزئين، حيث  سيخصص الجزء الأول لتوقيع اتفاقيات، أما الجزء الثاني فمخصص للمباحثات التجارية بين مؤسسات الطرفين وسوف يتولى الجانب الصيني تسيير هذا النشاط. ومن المقرر أن يلتقي وزير التجارة الصيني ومسؤولو  منطقة نينغشيا الذاتية الحكم بوزيرة الصناعة و التجارة  الأردنية قبل انطلاق المنتدى . وسيلقي كل من وزير التجارة الصيني ووزيرة الصناعة و التجارة  الأردنية م. مها علي  ومسؤولي منطقة نينغشيا الذاتية الحكم على التوالي كلمات خطابية في الجزء الأول من المنتدى، كما سيلقي رئيس الغرف التجارية الأردنية كلمة نيابة عن الشركات والمؤسسات التجارية الأردنية و ستمثل إحدي الشركات الصينية الجانب الصيني لإلقاء كلمة نيابة عن المؤسسات والشركات الصينية. كما من المقرر أن يحضر المسؤولون المشاركون في المؤتمر حفل توقيع العديد من الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين في مجالات الزراعة والاستثمار والتجارة …الخ .

ـ  وبعد انتهاء المؤتمر سوف تجري وزيرة الصناعة و التجارة الاردنية  ورئيس الغرفة التجارية الأردنية وغيرهم من مسؤولي الوفد الأردني  لقاءات صحفية مع وسائل الإعلام الحاضرة.
ـ في الجزء الثاني من المؤتمر وبعد إلقاء ممثلي المؤسسات والشركات التجارية لكلماته  الخطابية (5 إلى 6 ممثلين)، فسيتم تنظيم ندوة أعمال بين المؤسسات التجارية من الجانبين، حيث سيحضر لهذا المؤتمر 70 شخصية يمثلون الحكومة  والمؤسسات الأردنية .
ثالثاً: الندوة الخاصة بالتعريف والترويج للاستثمار في الأردن :  –
ـ سوف يتم تنظيم هذا النشاط في مركز المؤتمرات بفندق يويههاي ، ويأتي تنظيم هذه الندوة في إطار مؤتمر التعريف بفرص الاستثمار في الدول العربية الذي يندرج تحت راية القمة التجارية الصينية العربية. ويشارك في هذه الندوة مديرعام هيئة  الاستثمار الأردني د. منتصر العقلة   وعدد من  المسؤولين الأردنيين ، وسوف يقدم الجانب الأردني خلالها تعريفا بمناخ الاستثمار الأردني والسياسات المتبعة لجذب الاستثمارات كما سيعرفون ببعض المشاريع الاستثمارية .
ـ رابعاً : الندوة الخاصة بترويج السياحة في الأردن و حفل إبرام الاتفاقيات : –
لقد تم إدراج هذا النشاط ضمن مؤتمر وكلاء السفر  ، ومن المقرر أن تنعقد ندوة ترويج السياحة بمنطقة نينغشيا والأردن  في مركز التبادل الدولي بينتشوان. حيث سيتم تقديم صورة شاملة لوسائل الإعلام والضيوف عن السياحة والموارد السياحية في نينغشيا والأردن من خلال الأفلام الوثائقية السياحية وعروض الباوربوينت  والأغاني الشعبية الفلكلورية وغيرها من الوسائط. وسيلقي مسؤول المنطقة الذاتية الحكم ومسؤول وزارة السياحة الأردني كلمات خطابية خلال ندوة الترويج هذه. سيحضر الندوة وزير السياحة الأردني ورئيس مكتب تطوير السياحة وكذلك خمسة من كبريات الوكالات السياحية الأردنية.
وفي المساء سيقام حفل توقيع إتفاقية التعاون في قاعة المؤتمرات بمنطقة النهر الأصفر الصيني السياحية، حيث سيتم التوقيع على اتفاقية الإطار للتعاون الاستراتيجي بين الصين والأردن من طرف وزارة السياحة الأردنية وحكومة الشبعة بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم، إضافة الى الاتفاقيات التي سوف تبرم بين الوكالات السياحية من الجانبين.
خامساً : العروض الثقافية والفنية الأردنية:  –
من المقرر ان تقام «أمسية الأردن» بتاريخ 9 أو 10 ديسمبر/ أيلول في الحديقة الثقافية     الصينية لقومية هوي أو في ساحة النور بمدينة ينتشوان، حيث سيشارك  الجانب الأردني بفرقة فنية  لتقديم عروض فنية وثقافية في منطقة نينغشيا. وسوف يتم اختيار عرضين فنيين منها للمشاركة في العرض الفني الكبير لمعرض الصين والدول العربية .
•    مديرة تسويق سياحي، وعضو في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين، ومنتديات أصدقاء وسائل الإعلام الصينية بالاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.