موقع متخصص بالشؤون الصينية

فلسطين والصين دولتان شقيقتان.. وقضيتان عادلتان

0

aboumoussa-wang-hongwa-china-palestine

موقع الصين بعيون عربية ـ
أبو موسى وانج هونجوا*:
قبيل إصدار قرار ما يُسمّى بمحكمة التحكيم فى قضية بحر الصين الجنوبى، والمصدّر بطلب أُحادي من الفلبين، كنت توجهّت من دولة قطر الى وطني جمهورية الصين الشعبية، بغية الاطلاع على مجريات الامور والاستزادة من الاخبار التي تسلّط الأضواء الآن من خلال وسائل الاعلام والدوائر الحكومية المعنية على هذه المسألة، ولقياس انفعالات الشعب بهذا الشأن، وفي الصين احتفلت كذلك بعيد الفطر السعيد وقمت بتأدية صلاة العيد وزيارة أهلي واقاربي وتهنئتهم.

خلال وجودي بالصين لمست جلياً ان تاريخ الثلاثاء١٢/٠٧/2016 يعتبر ذروة نداء الشعب الصيني وحكومته لتأكيد السيادة الوطنية على كل أراضي الصين،  لذا فقد أكد الرئيس الصينى شى جين بينغ اثناء استقباله رئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية، ان جُزر بحر الصين الجنوبي هي أراضٍ صينية منذ العصور القديمة، وأن سيادة الصين على الأراضي الصينية ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي لا نقاش فيها ولا جدال، و لن تتأثر الصين بالحكم تحت أية ظروف، ولن تقبل أي اقتراح للتنازل بالموافقة على الحكم الذي أصدرته اليوم (الثلاثاء) محكمة التحكيم في قضية بحر الصين الجنوبي.

بينما قالت وسائل الاعلام الصينية الرسمية ان على الصين الاستعداد الكامل لخوض المواجهات العسكرية أيا كانت فى بحر الصين الجنوبى، وجاء هذا الإعلان مع بدء الصين مناورات عسكرية بحرية فى المنطقة، مادفع بكل وسائل “سوشو ميديا” الصينية للتعبير عن تأييدهم لأمر الرئيس شي جين بينغ ، وتزايدت مشاعر الصينيين في حب الوطن وتضحياتهم للدفاع عنه.

واليوم بالذات نرى في الصين أناس لا يتحدثون إلا عن شأن بحرنا الجنوبى، أما الشعب الصينى فلا يمكنه بعد اليوم ان يُقبل على شراء سيارات “جى ام سى وفورد”، ولا ان يَبتاع دجاج “كنتاكي وماكدونالدز”، ولا ان يشرب مشروبات على شاكلة “بيبسي كولا” وغيرها، ولا يمكنه ان يتقبل أية تحركات استفزازية من وراء ظهره.
ان حكومة الصين وشعبها تعرف ان الوطنية لا تكتمل ولا تتم الا بالوحدة. نحن عديدنا في الصين مليار واربعمئة مليون آدمي، وها نتحد فى خندق واحد لندافع ونقاوم أية زعزعة تأتي من الخارج. ان احداث اليوم تجعلنى أفكر مرة ثانية ماهو دور الامم المتحدة والمنظمات الدولية تجاه العراق وافغانستان واليمن وسوريا وليبيا، وبشأن الاحداث اليومية التي جلّها مأسي فى فلسطين ومينمار.

وبعد ١٢ عاماً، اعترف بلير “بخطأ” غزوة العراق وتدمير البُنى التحتية وإغراق الشعب العراقى فى مستنقع الإرهاب، ونشر الفوضى التى تعجز القيادات الأمنية عن السيطرة عليها حتى الان، وخرّب هذا السياسي البريطاني تلك الدولة العربية الجميلة والعريقة، وماذا أقرت المحكمة الدولية تجاه كل هذه الافعال؟ لا شيئ البتة..

والغريب أنه قبل سنتين وضع الإنتربولُ على قوائم المطلوبين أحد المشايخ الفضلاء والداعية المشهور والمرجع الروحى للمسلمين الوسطيين بتهم التحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد ومساعدة السجناء على الهرب وخرق القانون والتخريب والسرقة. وقتئذ كان عمره ٨٨ سنة وكان منهمكاً فى تأليف كتب الأمة ويرّكز على شؤون دينه الحنيف، وهو الذي رفض المِنح والعطايا من الدول الغربية وتأشيرات الدخول الى أراضيها بسبب تأييده للقضية الفلسطنية والمقاومة العادلة، فما كان منهم إلا أن اتهموه “بمعاداة “السامية” حسب وصف الصهاينة حتى يسكتوه.

انني اعتقد ان قضية فلسطين هي قضية حق وعدالة، وهي مشابهة تماماً للمقاومة الصينية للغزاة اليابانيين وقضايا الصينيين العادلة، ومااستشهاد الفلسطينيين والعرب من أجل فلسطين سوى مثيل لاستشهادنا نحن الصينيين من أجل حقوقنا وسيادتنا… ومن السخف ان العالم يدّعي للآن بأنه لا يعرف الظالم من المظلوم في هاتين القضيتين وفي غيرها من قضايا الانسانية! فيا لها من أضحوكة ما بعدها أضحوكة.

وفي هذا المقام، لا بد من القول بكل ثقة بأن المنظمات الدولية ليست سوى هيئات لتحضير “أكلات شهية” وتسامر ولقاءات على غداءات وعشاءات، لذلك هي منظمات بعيدة كل البُعد عن معاناتنا نحن شعوب العالم الثالث الذين نتناول طعاماً بسيطاً مثل “الشعيرية الصينية”، و “السيبرنغ رول” و “مكبوس ومندي وثريد وهريس”، وهنا نرى كيف أن المسافة كبيرة بيننا وبينهم ولن يتم تجسيرها ولا تقصيرها.

ان الصين دولة وحكومة ًوشعبًا تحب السلام والاستقرار حباً جماً فهذا التوجه منزرع فينا منذ ولادة الجنس الصيني، ويقول تاريخنا بأنه إذا زارنا أصدقاء وأحباب فنذبح لهم ترحيباً وتكريما الخرفان (تماماً كما هي العادات العربية)، لكن إذا جاءنا العدو فسنذبحه هو بدلاً من تلك الخرفان، ولن نتنازل عن أراضينا وسيادتنا ووطننا.. وقد أعذر مَن أنذر!
*مدير في شركة صينية، مُستعرب ويكتب بالعربية وعضو ناشط ورئيس ديوان الشؤون والمتابعات الاسلامية في الصين في دواوين ومديريات الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.