موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق : دور (الدبلوماسية الشعبية) في تحقيق قفزة جديدة في العلاقات الصينية ـ العربية

0


صحيفة الشعب الصينية:
إن الاضطرابات السياسية الشديدة التي اجتاحت منطقة شمال أفريقيا وغرب آسيا منذ بداية هذا العام لا تزال مستمرة حتى الآن،وإن أهمية المكانة الإستراتيجية للمنطقة أثارت قلقا دبلوماسية العديد من دول العالم.

لقد أعلنت وزارة الخارجية الصينية منذ بداية حالة عدم الاستقرار في منطقة شمال أفريقيا وغرب أسيا أن الصين تحترم خيار الشعوب وحث الأطراف المعنية على حل النزاعات بالوسائل السلمية وتهدئة الوضع،وأن الصين تعارض بشكل قاطع التدخل في الشؤون الداخلية.وإن التاريخ قد اثبت على مدى العصور أن سياسة أمن واستقرار الدول والمنطقة وعدم إلحاق الضرر بالشعوب تتم أساسا بالاهتمام بالشعب

إن الدبلوماسية الشعبية هي مزيج من الاتصالات والتفاعلات الرسمية بين الكيانات السياسية المعاصرة أي الدول وغيرها من الفاعلين الدوليين على المسرح الدولي، وذلك من خلال المنظمات الشعبية والجماعات الأهلية والهيئات غير الحكومية. ويرتكز الإطار الفكري للدبلوماسية الشعبية علي مجموعة من المبادئ والقيم الإنسانية هي منهج الأساس في تقديم الحلول الناجعة للقضايا التي يواجهها الإنسان في حياته من خلال إثراء الفكر المشترك لشعوب العالم وتقريب وجهات النظر فيما بينها.وقد انتبهت الصين الجديدة منذ تأسيسها إلى أهمية البعد الشعبي في علاقاتها الخارجية، وأصبحت الدبلوماسية الشعبية عنصرا هاما في دبلوماسيتها الخارجية.وقد تابعت الصين باهتمام الاتجاه التاريخي المتصاعدة للحركات الوطنية الديمقراطية منذ بداية القرن ال 20، وقامت بدعم نضال تلك الشعوب بقوة وعدل من اجل الاستقرار واسترجاع حريتهم المسلوبة،كما لعبت الصين دورا هاما في تغيير تاريخ تلك الشعوب.وفي الوقت الحاضر، تواجه العديد من الدول المستقلة حديثا تحديات التنمية الاقتصادية وتحسين ظروف المعيشية للشعب.ولان للصين قناعة تامة بأن الظروف الصعبة للغاية التي تمر بها تلك البلدان المستقلة حديثة ستعيق تنميتها،قامت بمساعدتها في إنشاء مشاريع عديدة كبناء بناء مستشفيات، مدارس، طرق،بالإضافة إلى إرسال فرق طبية لمساعدة عشرات الآلاف من الناس من الدول الفقيرة. الصين تتمسك دائما بالتعايش السلمي واحترام الشعوب الأخرى، وقد سار جميع قارة الصينيين على نفس المسار في الدبلوماسية الصينية الخارجية ، فموقف الصين الصامد بجانب الشعوب البسيطة والمظلومة ليس وليد اليوم بل هو نابع من روح المحبة والتعاون الذي ورثه الشعب الصيني من أجدادهم عبر التاريخ.

لقد أصبحت العلاقات بين الدول أكثر تعقيدا مع تعميق العولمة الاقتصادية وتنويع مصالح جميع البلدان.ومع ذلك،فإن الحفاظ على مصالح الشعب تتمثل أساسا في العلاقة الصحية بين الشعوب ، وهذا طبعا يبقى الموضوع الأبدي.إن اتخاذ الدول للعمل الدبلوماسي كوسيلة لخدمة شعوبها يولي اهتماما مطالب شعوب دول أخرى،ويعطي معنى أوسع للجهود المبذولة لإرساخ الدبلوماسية الشعبية. لقد أقامت الصين اتصالات مع الحكومات الجديدة في مصر وتونس مباشرة بعد التغيير التي كانت تحت إرادة الشعب، وقدمت المساعدات اللازمة على وجه السرعة، كما قدمت مساعدات مادية لإعادة توطين اللاجئين الليبيين. وهذا كله نتيجة الإيمان القوي للدبلوماسية الصينية أن الشعب الاساس.

في الفترة التاريخية الجديدة،حققت الصين وبلدان عديدة آليات جديدة في إضفاء الطابع المؤسسي على التعاون. كما أن تعزيز مكانة الصين الدولية وتنامي النفوذ أعطى لإستراتيجية الصين في العلاقات الخارجية معنى جديد، ليصبح السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة أهم المهام التي تصبوا إليه.

لقد حصلت فكرة الصين ” العالم متناغم” على المزيد من الاعتراف واستجابة من طرف العديد من الدول.وإن الصين باعتبارها اكبر الدول النامية فمستقبلها مرتبط ارتباطا وثيقا مع مستقبل ومصير المجموعة بأكملها،ومصائر البلدان النامية.كما أن التنمية السلمية والتنمية العلمية للصين لها دور هام في تعزيز تنمية مجموعة البلدان النامية وذو أهمية كبيرة في تعزيز المجتمع البشري.

تعتبر الدبلوماسية الشعبية أهم الابتكارات في تاريخ العلاقات الخارجية الصينية،وعلى نطاق واسع جماهيريا. وجميع الأنشطة التي تقوم بها هي لصالح الشعب الصيني وشعوب العالم، لذلك فإن تقديم الصين الدعم والمساعدات لشعوب العالم فقط لا يكفي بل ينبغي أن يكون التفاهم والثقة بين شعوب العالم. واتخاذ الناس منحى توطيد قاعدة علاقات الصداقة والتعاون،وهكذا يمكن أن تكون للصين ودول شمال أفريقيا وغرب أسيا القدرة على تحقيق قفزة جديدة في العلاقات بينهما.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.