موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين.. المعارضات الارهابية وسلام العالم

0

marwan-soudahchina-terrorism

موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:

 

التدقيق في تصريحات مَبعوث جمهورية الصين الشعبية للقضية السورية، السيد شيه شياو يان، تؤكد بما لا يَدع مجالاً للشك، أن بيجين تحافظ على المَساعي والمُباحثات السلمية لحل القضية السورية، ولا تحيد بوصلتها عن هذا الاتجاه في علاقاتها الدولية وروابطها السورية والاوسطية.

بالإضافة الى ذلك، تواصل الصين السير في سبيل التعاون المتعدد الجوانب مع الاطراف المختلفة، وبضمنها “المعارضة”، لكنها كدولة لا تخرج عن مخاضاتها الخاصة ضمن رؤية ثابتة في هذه القضية الشائكة، حيث تتكاثر المصالح الدولية وتتعارض بحدة ولا تتقاطع في معظمها!

المَبعوث الصيني قال في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً في العاصمة الاردنية، أن بيجين حافظت على قنوات إتصال مع “المعارضة” السورية” بغية تقريب المسافات في الازمة الناشبة، و بأن الصين هي “الدولة الوحيدة” التي احتفظت بتواصل وقنوات تواصل “مع جميع أطراف” الملف السوري، بالاضافة الى “التواصل الصيني المكثف مع الفيديرالية الروسية والولايات المتحدة الامريكية، والدول الاقليمية، ومع “الحكومة والمعارضة السورية”، والصين بذلك أبقت على تنوع واسع في علاقاتها الدولية المتصلة بحِراكات الوضع السوري.

لكن المبعوث الصيني لم يكشف عن طبيعة وماهية وأوجه تلك المعارضة، أو توجهاتها، فهل هي سورية، أم هي أجنبية تعمل تحت لافتات ويافطات سورية؟؛ أو لأن الاقلية التي تتزعمها هم من حَمَلةِ الجنسية السورية!؛ فهؤلاء السوريون هم في الواقع أقلية قليلة في الجيوش الارهابية المسلحة التي تغزو سورية وتحطمها وتنهبها بإسم المعارضة السورية وتحت يافطتها.

المعارضة السورية المزعومة، يترأس بعضها الأقل عناصر سورية، لكن مقاتليها في معظمهم يتبعون جنسيات أجنبية وعربية غير سورية، وهو وضع يُشابه الى حد بعيد، بل في غالب الاحيان والى حد التطابق لمايُسمّى بالمعارضات “الصينية”، التي أشهر قادتها ربيعة قدير المتحالفة بقدرة قادر مع الدالاي لاما البوذي، وهنا يتبدى للعيان كيف يصنع الامريكان والقوى المُلحَقة بهم صينيون لزعامتها، وبذلك هم قلباً وقالباً ومقاتلين وجيوش يتبعون للاجهزة الاستخبارية الغربية ويأتمرون بأوامر قياداتها السياسية، التي ترسم سياساتهم وأيديولوجياتهم وتضع الحلول الغربية لمساراتهم، مُقابل التمويل والتسليح، ووعود بتزعيمهم وتسييدهم على الدولة المُبتلاة ببلائهم!

في تصريحات المبعوث الصيني أن توجّه الصين “متوزان ويراعي مصالح جميع الاطراف، لذلك وجد قبولاً من جانب جميع الاطراف”. وفي هذا التوجه الصيني الدبلوماسي الرفيع المستوى، سياسة تستند كما يتضح الى القانون الدولي الذي تلتزم به الصين، ولا تستطيع أية دولة الإدّعاء بغيره، واعتقد بأن الصين تحافظ على سياستها في الملف السوري في إطار هذا القانون، الذي تجمع عليه، ولو شكلياً ولفظياً، الدول الغربية وتلك المتبوعة بها، وإن كانت تلك الدول تعارضه عملاً وتحبط بنوده على الارض السورية بدعمها للارهاب الدولي والتطرف وتأجيج الازمة، والصين تدرك ذلك جيداً بلا شك.

لا اعتقد أن الصين تسعى للدخول على خط عسكري مباشر في سورية، وأرى بأنها لن تدفع بقواتها الى ساحات المعارك السورية، فهذا مايزال مبكراً في السياسة الصينية التي تتحلى بضبط النفس والتروي وبرودة الاعصاب الى أقصى الحدود، مع التزامها بالمبدأ والموقع والتوجه. لكن بيجين ستسعى الى تعزيز قدرات الجيش الحكومي السوري، وهو حق سيادي لها في إطار العلاقات الرسمية بين الدول، والعمل مع حلفائها روسيا وإيران ومنظمة بريكس على تصليب الموقف السوري بوجه التطرف والارهاب، الذي يهدّد الصين كذلك. فهذا إرهاب يماثل الارهاب المشنون على سورية، لكن يضاف أليه محاولات محمومة لتقسيم الصين الكبيرة الى أحواز تتبع دولاً صارت مساعيها التسلطية على الصين مكشوفة وواضحة للعيان.

لا يمكن للصين إجراء مباحثات مع الارهاب الدولي الذي يتدثر غربياً ويتسربل بأثواب المعارضة السورية والثورة المزعومة، وإلا لأُرغمت الصين أمريكياً وغربياً على مباحثات تجري على قدم المساواة مع الارهابيين الذي يفجرون الاماكن العامة في الصين، ويرهبون المسالمين الصينيين ومناطق وسط وغربي الصين، فلا مكان للإرهابيين في الصين، ولا لتطبيع العلاقات معهم، وهو أمر ينسحب على الوضع السوري بخاصة والعربي والعالمي بعامة.

*مؤسس ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.