موقع متخصص بالشؤون الصينية

تأقلمنا معك يا كورونا

0

موقع الصين بعيون عربية ،
نادر شحروري:

غيرتينا يا كورونا!
من أنت؟ ومن أين أتيت؟
هل انت وباء؟ أم انت علاج لنفوس البشر؟

دخلت عالمنا فجأة.. وأصبحت مقال الكثير..
أنا كورونا “كوفيد 19” أجل غيرتكم كل منكم كما شاء أن يتغير …
‎منكم تغير للأفضل ومنكم تغير للأسوأ
‎وهكذا قال بعضكم أريتم طريقتنا هي الأفضل.. والان يأتي كورونا المستجد ليقول سترون جميعا..
‎فليس هناك شي اسمه قائد عالمي يقودنا،
‎بل هو نظام عالمي جديد فيه امم متحدة ومجلس امم مكون من خمس دول مقسم الى قسمين متباينين اقتصاديا وايديولوجيا، شرقي على رأسه الصين والاتحاد السوفيتي، وغربي على رأسه أميركا ودول أوروبا الكبرى،
‎فاذا كان هناك بالفعل من يقود العالم فهي دول ومنظمات وأفكار وأشياء ذات قيمة تدفعنا للصراع عليها..
‎فكيف تتغير كلها!
‎ربما كوفيد 19 يكون القشة التي ستقسم ظهر القارة العجوز ..
‎فقد حارب العالم وخاصة “دول الاتحاد الأوروبي” الكثير من الأزمات والأوبئة.. وأكد نجاته في كل تلك الأزمات.. ولكن؟
‎لا يستطيع أحد أن يؤكد نجاته او نجاة اي من الدول هذه المرة.. فالدول لم تسلك مسلكا واحدا في التعامل مع الفيروس وكأن كل منا يعيش في كوكب مختلف.
‎يتفشى في ايطاليا.. فتنتظر فرنسا.. يتفشى في فرنسا.. فتنتظر اسبانيا.. يتفشى في اسبانيا وهكذا…
‎وما ينتظرهم لا شك عظيم.. فالجائحة في البداية وما هي إلا “صحية وسياسية و ومالية”
‎صحية: تؤثر على كل العالم.
‎سياسية: قد تغير خارطة العالم ومن يتحكمون به.
‎مالية: أشد وطأة من ما سبقها من أزمات.
‎فهي تغلق كل شي تقريبا.. فهي تؤثر على كل شخص على سطح الأرض، مما سيؤدي لتراجع في الطلب على كل شيء، ومن ثم لكساد عظيم سيصيب صادرات العالم في مقتل.
‎رغم أن بعض الدول العالمية كانت تعاني من عجر في اقتصاها قبل كورونا نفسه..
‎فهل سيكون انهيارا لاقتصادها..
‎أم هناك من سيقف بجانب تلك الدول..
‎لكن الواقع الان، هو أن كل دولة عالمية تضمد جراحها بنفسها، وأن الوباء يقوي الدول ويعزز القومية، ويزيد من أتباع فكرة الحدود الوطنية.. رغم أن الدول ستفرض اجراءات قاسية قد لا تناسب مع روح الديمقراطية والحرية الفردية، اذ سترتفع أسهم وشعبية الاحزاب المتطرفة الصاعدة في بعض الدول..
‎ما يعني أن الاتحاد الاوروبي الذي ينتظر أقنعة التنفس من الصين قد ينتهي بالشكل الذي نعرفه اليوم، فالتضامن العالمي غير موجود، لقد كانت هذه القصة الخرافية مكتوبة على الورق..

‎فكوفيد 19 ضرب ملف أميركا الذي كانت يعول عليه دائما وهو الاقتصاد.. اما الصين فتملأ الفراغ، وهي بالفعل تقوم بدور تزويد العالم باحتياجاته الطبية..

‎فهي لن تعيد قرن القطيعة مع العالم، بل تحاول ان تكمل مشوارها في تصنيع كل شيء وبيعه في أي مكان مع امكاناتها الهائلة. وبذلك قد تصبح بلاد التنين المصنع الطبي للعالم..

‎في الصين تم تطوير مجموعة من بروتوكولات التشخيص والعلاج للطب الصيني التقليدي لتغطية العمليات الكاملة المتمثلة في الملاحظة الطبية، وعلاج الحالات الخفيفة والمعتدلة والخطيرة والحرجة، والتعافي”
‎أما أميركا فقد بقيت مثل المتفرج وقالت أن الانفلوزا العادية قد تقتل أكبر عدد مما يقتل
‎كوفيد 19
‎أما من وجه أخر، فكوفيد 19 ما هو الا وباء لا يعرف صينيا من امريكي
إن الصين تعتقد اعتقادا راسخا أنه إذا اتحدت جميع الدول وتعاونت من أجل تحقيق استجابة جماعية فسينجح المجتمع الدولي في التغلب على جائحة كورونا
‎فإن ما يعيشونه اليوم في ظل جائحة كورونا لم يسبق لهم أن عايشوه من قبل، فحريتهم أصبحت محدودة؛ حيث أصبحوا مطالبين بالتزام منازلهم وعدم الخروج إلا بأوقات محددة، وحتى عند الخروج فإن هناك إجراءات عليهم التقيد بها كلبس الكمامات والقفازات.
‎منذ بداية الأزمة والناس يتمنون الاستيقاظ من هذه الأحداث ويكتشفون أنها لم تكن سوى كابوس مزعج، لكن هذا لم يحدث وأيقن الجميع أنهم يعيشون الواقع الذي عليهم أن يتعاملوا معه ويتأقلموا معه كونه لا أحد يعلم حتى اللحظة متى ستنتهي هذه الأزمة بشكل نهائي .
‎فالأدوار ها هي تتغير ما بين يناير واكتوبر 2020 على نحو غريب..
‎فالصين تحولت من أكبر ضحية الى أكبر منقذ، وأميركا مع أوروبا من أكبر متفرج الى أكبر ضحية..
‎سينتصر الجميع عاجلا أم أجلا بلقاح مثلا !لكن!
‎تذكروا أن هذه الفترة من التاريخ ستغير الكثير في المستقبل..
‎لكن البشر سيبقون، وكما هو الحال دائما سيكتب “المنتصرون قصة كوفيد 19”
‎المنتصر هو البشرية مع تغييرات كثيرة في السياسة والاقتصاد والاجتماع الانساني، حتى يصل الى أعراف الشعوب وتقاليدها.
‎اذ أن الكثير من الناس أطلقوا النكات عن مسألة زيادة الوزن خلال الحجر المنزلي كون المرء ليس لديه ما يفعله إلا التفنن بتحضير الطعام وتناوله، لكن هذا وإن انطبق على الفترة الأولى من الحجر فالوضع الآن يجب أن يتغير، ويجب أن يفكر المرء بأن يهتم بصحته ورشاقته، وهذه الرشاقة لا ينبغي أن تكون مع مدرب متخصص عبر شبكة الإنترنت لقاء أجر باهظ الثمن، فيكفي للمرء أن يلتزم بنظام تمارين يومي كالمشي حول المنزل إن أمكن أو ربما يقوم بتمارين الضغط فهذه التمارين وغيرها كلها تؤدي الغرض المطلوب.

‎علينا أيضا أن نتذكر بأننا لطالما تمنينا الحصول على الوقت الكافي الذي نستطيع فيه الاهتمام بأنفسنا وبهواياتنا، واليوم وفي ظل جائحة كورونا لم نعد مطالبين أن نستيقظ في عجلة من أمرنا للوصول لمكاتبنا والذهاب مباشرة للاجتماع الذي طلبه المدير، والذي غالبا ما يكون اجتماعا روتينيا. كل هذا تغير الآن وبات المرء أكثر سيطرة على وقته وبالتالي يمكنه استغلاله بالكثير من الأشياء التي كان يتمنى القيام بها سابقا.
‎لكن!
‎هل نتغير الان نحو تعاون أكبر بين البشر، الفيروس لا يميزنا كأعداء له، فعلينا أن لا نتمايز في مواجهته.
‎سينتهي، فهذا أكيد.. فهذه ليست معركتنا الأولى، لكن على الأقل يمكن أن نتعلم الدرس منها..

تأقلمنا معك كورونا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.